بخصوص الكوميديا في الأردن والنكتة والسخرية، فإننا في هذه البلاد عندنا كنز أو منجم نكتة، والشعب الأردني يستطيع أن يضحك بأريحية أثناء سماعه للنكتة السورية أو المصرية أو الفلسطينية أو اللبنانية. قلب الأردني يفرح للنكتة العربية وعندما يسمع ويشاهد أعمال الفنان القدير عماد فراجين يضحك وتنهمر العيون بالدموع من الضحك.

المهم في الأمر أن فراجين الفلسطيني لم يتحرر من سرديته الكوميدية الفلسطينية المرتبطة بأجواء فلسطين (وفي حلقة يوم 20/06/2020) بدأ يسخر من الأهل في جنين ويسخر من البحرية والأمن الوطني الفلسطيني باستعراض شخصيات بملابس مُهرجين فلكلورية مضحكة ويُلمّح إلى "ترامب ".. على اعتبار أنه سبب البلاء.

تضحيك الشعب العربي من الحالة الفلسطينية ممكن دائماً بحجة كوميدية أو بغيرها. ولا تحتاج المسألة الفلسطينية المبكية على عماد فراجين ليضحكنا من أحوالها حد البكاء.

بتقديري، أن عماد فراجين كخبير كوميديا وكوميديان من طراز مهم، وهو من روّاد الستاند كوميدي في العالم العربي، يمكنه أن يعمل عملية "تعديل" على طروحاته في أعماله الكوميدية وأن يترك المأساة الفلسطينية في حالها ويبدأ بالتركيز على الهم الوطني الأردني.

التأقلم مع الهوية الوطنية الأردنية والحالة الأردنية ممكن يا عماد فراجين. فالأردني يحتاج لوجبة كوميديا أردنية خالصة تعود على قلوبهم بالمنفعة وتسجل لهم، بأنها منهم وإليهم.

يتابع الشعبان الواحدان على ضفتي نهر الأردن عماد فراجين المتألق في عالم الكوميديا الأردنية والفلسطينية. ولهذا لا يجوز "أحياناً" أن يخسر الطرفين(بين حانا ومانا راحت لحانا) بإطلاقه تعميمات خاطئة حول سكان جنين (عندما وصفهم بالبخل) أو غيرها. نشر أحد المثقفين في وزارة الثقافة الفلسطينية (عبد السلام العطاري) وهو من جنين البطولة والصمود (ودراما الاجتياح، التي أُنجزت في الاردن تؤكّد وتثبت ذلك).

الكوميديا أنواع، اشكال ألوان، ومنها: الإفيه والفارس farce[ الهزل]، وكوميديا الموقف، والوقوف الساخر(ستاند آب كوميدي)، والدعابات الظريفة، والنكتة، والتهريج، والملح الذكية، والتهكّم sarcasm، والمحاكاة التهكمية parody والكوميديا السوداء أو القاتمة، والهجاء SATIRE، والمحاكاة الساخرة burlesque، والتلاعب بالكلمات وحركة الجسد، والحركات الإيحائية، والملهاة والهزل اللفظي والجسدي، والمهزلة ، وكوميديا الملاحظة، وفن الإيحاء الكوميدي، والمشاهد القصيرة الكوميدية، والدراما الكوميدية.. إلخ.

وما يناسب أهلنا في عكا أو جنين او رام الله قد لا يكون مرضيا لأهلنا في الكرك أو تلاع العلي والسلط. إذا لا يوجد كوميديا عربية بلهجة أهلنا في القدس عابرة للقارات والحدود العربية.

نحن في الأردن نطالب الفنان الموهوب عماد فراجين بالتأقلم مع الثقافة شرق النهر ومع الكوميديا التي يفضلها الأردني، لأن الجمهور هنا في الأردن له احتياجاته وهمومه الخاصة غير هموم الفلسطيني تحت حراب المحتل. الأردني بحاجة إلى وجبة كوميديا تعنيه أولا وأخيراً ومن واقعه أحياناً، وبحاجة لمن يهديه إلى الطمأنينة وأن هناك أمل في الحياة في ظل كورونا وغيرها. فالجائحة التي اجتاحت الكون كله اقلقت الغني قبل الفقير ووضعتنا جميعاً في سلة واحدة والأخطار تحدق فينا جميعاً. نحن بحاجة مستمرة للأمن والاستقرار واستمرار علاقات القربى بين الأهل على ضفتي النهر. لا ضفة ثالثة لنهر الأردن.