لكل أزمة مراحل، فهي منذ نشوئها إلى تلاشيها تتطلب من المسؤول عن إدارتها الإبتعاد عند إتخاذ القرارات بشكل ارتجالي بعيداً عن التخطيط العلمي، لذا يجب على المسؤول عن إدارتها أن يكون متكئاً على العلم والتحليل الدقيق، ليتمكن من معرفة وفهم عناصر الضعف والقوة في إدارة الأزمة.
في الأردن تولت إدارة أزمة مكافحة وباء كورونا المستجد خلية أزمة حققت نجاحاً كبيراً في مواجهة الوباء، حيث تناقلت مراكز أبحاث ووسائل إعلام عالمية إنجازات الأردن في حربها ضد هذا الوباء اللعين وكان على رأس إدارة الأزمة في مركز الدفاع وإدارة الأزمات سيد البلاد وقائدها، فقد حققنا عددا صفريا من الإصابات لثمانية أيام متتالية، وهذا أكبر دليل على النجاح في إدارة الأزمة، ولكن للأسف نغص علينا فرحتنا وابتهاجنا في تحقيق النجاح لمرحلة تلاشي الأزمة تصرفات غير مسؤولة من بعض القادمين الى الأردن من دول مجاورة تشهد تصاعدا في عدد الإصابات بوباء كورونا، واختلاطهم المكثف اجتماعيا، ومما ساهم أيضا في ذلك تباطؤ الحكومة في اتخاذ إجراءات الحجر على السائقين القادمين من المملكة العربية السعودية، حيث أدى ذلك إلى العودة للمربعات السابقة في إدارة الأزمة، رغم وعي القائمين على إدارة الأزمة إلى البعد الخارجي فيها ، حيث تواصل جلالة الملك مع زعماء في الإقليم ودوّل العالم لتنسيق الجهود، والتكاتف، والتخطيط المشترك لمواجهة هذا الوباء وهذه الجائحة.
إذاً لا بد من التعاون الدولي في مواجهة هذا الوباء، وعلى الحكومة أن تكف عن البطء في إجراءاتها، كما ويجب عليها التواصل مع الدول التي سيعود الأردنيون منها للاتفاق على بروتوكول واضح لعودة الموطنين الأردنيين؛ كأن يكون هنالك حجرا منزليا وفحصا للتأكد من خلوهم من الڤيروس قبل عودتهم إلى الأردن، حيث من المتوقع ان يصل عددهم عشرات بل مئات الألوف، وذلك كي لا نعود ألى المربع الأول في هذه الأزمة.
حمى الله الأردن وشعبه وقيادته من كل مكروه.