قبل أيام وكنت انزل من سيارتي لأدخل أحد المولات التجارية، لتنفيذ قائمة المشتريات التي نمارسها جميعا مرغمين… ! إستوقفني رجل لا يوحي منظره بأنه شحاد أو ممن يمارسون مهنة الشحادة، وغالبيتهم معروفون لنا بالوجه لتكرار ممارستهم المهنه، فاجأني وقال اريد منك مساعده، فقلت له لماذا وانت ما شاء الله عليك بصحتك وعافيتك وتستطيع كسب رزقك؟ فقال انا صاحب عرباية (الترمس والفول النابت والذرايه) وبوقف قدام محلات… ..في اربد، نعم تذكرته، فتابع منذ بدأ الحظر ، وأنا دون عمل او مصدر دخل ولدي أطفال بحاجه لأكل وحليب، ولا أجد عمل، فسألته الم تصلك المعونة التي اعلنت عنها الحكومة! فقال لي بالحرف أنت بتصدق الحكومة… !! فأسقط في يدي… وتذكرت قصة الباص الذي انقلب وهو يحمل سياسيين في احد الأرياف الإنجليزية، وبعد حضور الإسعاف والشرطة متأخرين، وجدوا أحد الفلاحين وقد قام بدفنهم جميعاً ، فقال له ضابط الشرطة وهل تأكدت انهم جميعا ميتين قبل دفنهم؟ فرد المزارع، بعضهم كان يصرخ وينادي أنه حي، ولكن من يصدق السياسيين يا سيدي..!
المهم أقنعني الرجل، وأعطيته ما قدرني الله عليه، ولكني حدثت نفسي أن هنالك الآف بنفس حالة هذا المواطن، اصحاب اعمال حرة انقطع دخلهم، ولم تصلهم إعانات الحكومة الشحيحة ليس لنفس الأسباب التي بجرة قلم، قضت على الرواتب وحصدت ما حصدت من بقاياها..!
الحكومة التي صفقنا لها اخفقت… وحسدت حالها وتراجعت، في ملفات كثيرة، لا أعرف عقل الحكومة الباطن الذي يوجهها خارج المنطق والقناعات، لكنني اعرف الحكومة وعناصرها ممن هم في الواجهه، وأستغرب، وأردد مقولة ختياره طيبه من بلدتنا،( والله لو أنهم بشحدوا ما لازم يمدوا إديهم لقروشات الدكاتره اي الأطباء، والعسكر)، ما علينا إذن من طين وإذن من عجين، مع أنهم لولانا لما كانوا…
ملف آخر ابنائنا ممن تقطعت بهم السبل في الخارج أو ممن لديهم إجازات، من دون حسابات الجانب الإنساني ولا الوطني، لنتكلم باللغة التي تفهمها الحكومة، لنفترض أن هنالك مليون مغترب، ويرغبون في العودة أو لقضاء إجازة الصيف، كل منهم سيصرف ما لا يقل عن 4000 دينار أو اكثر في إجازته، هذا الرقم مضروبا بعدد 100,000 اذا افترضنا أن 10% سيعودون فيعني ذلك ضخ 200 مليون دينار سيولة في دورة الإقتصاد الوطني، وهذا سيحرك الإقتصاد وكل القطاعات الإنتاجية والخدمية، لنفكر بذلك ونسرع بعودة من يرغب، ولا مانع من إستخدام الإسوارة الإلكترونية ووسائل الوقاية الممكنة وإجراء الفحص مباشرة ، أو أي طرق يتم إعتمادها عالمياً، أعيدوا ألمغتربين وفكروا جيدا ستجدون حلول إبداعية لمشكلة الإقتصاد إللي (مكركبيتكوا ومكركبيتنا)، حل إبداعي واحد، يغني عن عادة مد اليد في جيب المواطن على الطالعه والنازله، فكر يا منَظِر الحكومة وعقلها الراجح والمستتر، المختبئ في مكان ما، لعل ضنك العيش يقطع علاقاته مع الأرادنة ولو لشهرين زمان… .حمى الله الأردن.