ما زالوا من حولنا يطفئون الحرائق
أنس صويلح
20-05-2020 12:59 AM
لا أعلم لماذا كلما شاهدت الأمن العام الجديد بمكوناته من أمن ودفاع مدني ودرك يعملون معاً في الميدان، خطر ببالي أساليب قديمة كنا ندير بها الأزمات، ومانشيتات صحفية كانت تتصدر العناوين خلالها مثل: مدراء الاجهزة يتواجدون في الموقع، مدراء الأجهزة يؤكدون على التنسيق، ومدراء الأجهزة يجتمعون، ويؤكدون ويشددون ...الخ.
اليوم أصبحت هذه العناوين نسياً منسياً، ولم يعد على صفحاتنا إلا أفعال لنشامى اجتمعوا على العمل وخدمة الوطن والمواطن، وكأنهم تحللوا من كل القيود والترتيبات، وتفرغوا لأداء رسالتهم ومسؤولياتهم الثقال، بعيداً عن الشخصنة والتنافس الإعلامي أو الميداني، أو بروتوكلات التنسيق العقيمة، فكل تنسيق كاذب إن لم يكن نابع من إيمان بهدف واحد، وفكر واحد، ورسالة واحدة، وهو ما لا يمنع الحفاظ على التخصص في العمل.
في الأشهر الماضية شهدنا صوراً تحمل في طياتها تأريخاً لمرحلة مهمة من عمر الدولة، ولا يخفى على أحد كما كان الحمل ثقيلاً على أبناءنا من حملة الشعار، حيث المتغيرات مستمرة في كل يوم، والأيام حبلى بالأحداث والأخبار والصور المتناقلة والمتداولة، والتي ظل قاسمها المشترك وجود نشامى الأمن العام بمكوناته على خط المواجهة والصبر والتضحية.
ظاهرة الحرائق الأخيرة دخلت على خط المواجهة كتحد جديد لأبناء هذا الجهاز، فعمل النشامى باحتراف، وقدموا شهيدا ومصابين وجهود رجال لم تمنعهم درجات الحرارة المرتفعة في أوقات صيامهم من العمل بكفاءة واقتدار، وعلى قدر حزننا وألمنا لما سببته هذه الحرائق، أفرحتنا صورٌ لرجال الأمن من مديريات الشرطة يدعمون نشامى الدفاع المدني، ومن حولهم وخلفهم وأمامهم رجال الدرك الأقوياء، ويغطيهم إعلام موحد ومحترف، وقد ازداد مهنية وجودة بعد دمجه في مديرية واحدة تتكامل بتغطيتها الإعلامية لخدمة جهاز كله أبطال.
ولعلنا نسجل هنا لمدير الأمن العام اللواء الركن حسين الحواتمة سبقاً صحفياً مهنياً وأخلاقياً بتفرغه للعمل بعيداً عن ضجة الإعلام، فكانت النتيجة الأكيدة أن عرفنا وعرف الإعلام أن وراء هذه الجهود قيادة على قدر المسؤولية، تستحق الإشادة بحق بعيداً عن العدسات التي قد تكذبنا في كثير من الأحيان.
رجال الأمن العام ما زالوا من حولنا يطفئون الحرائق ويتصدرون المواقف، فهم أهلنا وعزوتنا الذين لم يلبسوا إيمانهم بظلم، ووقفوا على ثغورهم ثابتين فما أوتينا من قبلهم أبداً، لأنهم أهل عزم وهمة، تحملهم النخوة، ويملؤهم الإخلاص، ويقود طريقهم حسن التخطيط والتدبير، وفي سعيهم وغدوهم يستظلون بتوجيهات ملكية، ورعاية أحاطهم بها قائدهم الهاشمي الذي ما ابتعد عنهم يوماً، فأحبهم وأحبوه.
خلاصة القول، دمج الدفاع المدني وقوات الدرك أثبت نجاحه وقد آتى أؤكله قوة لنا وخيراً لبلدنا، وأداءً عالياً لمسناه في كل تفاصيل حياتنا اليومية وكما وجه القائد الأعلى للقوات المسلحة جلالة الملك عبدالله الثاني، فهل نشهد تجارب جديدة ترفع من سقف آمالنا في خدمة عامة أكثر قوة وفعالية.