facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




شكرا كورونا


فيصل سلايطة
18-05-2020 03:25 PM

في بداية توارد الاخبار عن مرض غريب ينتشر في الصين كان البعض يظن بأنَّ ما يحصل في الصين سيبقى في الصين و بأنّ نيران هذه الجائحة لن تقترب منّا , فنحن الشعوب الاكثر ايماناً و قرباً من السماء و ما هذه الجائحة الاّ عقاب الهي عما اقترفته الصين من افعال و خطايا.

اقتربت كورونا من حدودنا و راحت ذات المجموعة تعطي الاعذار لقدومها , فمنهم من قال بأنّها امتحان لاختبار قوة الإيمان و منهم من قال بأن خيوط المؤامرة بدأت تلتف حولنا او حتى أنّها لن تصيب الا الكافرين و الكثير من الاعذار نُسجت لتفسير قدومها المُستبعد من وجهة نظرهم.

وهنا فعلت كورونا ما لم تفعله مئات الكتب و القنوات و الجرائد , فبقدومها قضت على أيّ افكار متطرفة او عنصرية , فأمام هذه الجائحة الكل سواسية كأسنان المشط , والكثير من الذين قالوا لن يصيبنا هذه الوباء راحوا ضحايا له و اصبحوا عبرة للمتأثرين بهم الذين تراخوا في اخذ تدابير الوقاية بعد تصديق تطميناتهم المزيفة .

لا شك بأن هذه الجائحة لها اثآر مدمرة على كافة مناحي الحياة من اقتصاد و سياسة و تعليم , و لكن على سبيل التفاؤل و التركيز على بعض الإيجابيات علينا أن نقول شكرا لكورونا من قلب معركتنا معها , نعم نشكرها لأنها لم تُفرّق بين ابيض و اسود بين مؤمن و ملحد بين غني و فقير , فلو كانت كورونا تصيب السود مثلا فهل يستطيع احد ان يتخيل موجات العنصرية و التنمر التي كانت من المتوقع ان تحدث ؟

ما اكتشفناه خلال هذه الفترة أن هذا الوباء ليس اسوأ ما يمكننا أن نواجهه , ففي حياتنا اليومية نحتك مع من هم اسوأ من الكورونا بعشرات المرات غير مدركين لهذا , فالفاسد الذي يسرق خيرات الوطن اسوأ من الكورونا و من يستغل الازمات لتحقيق منافع فردية اسوأ من الكورونا أيضا , ففي النهاية هذه الوباء مهما طالت إقامته على كرتنا الارضية مصيره الزوال و التلاشي , امّا النفوس المريضة و الأيادي السوداء فهي من تدمرنا كل يوم عشرات المرات , عسى أن نعمل على اكتشاف لقاحا لها تماما كما نعمل جاهدين في حربنا مع كورونا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :