قبل أيام قالت الحكومة أن عدم توفر موازنة لمشروع اللامركزية لا يعني التراجع عنها أو توقفها, وهذا يعني أن اللامركزية الأردنية هذا العام ستكون "ببلاش".
وقد يظن البعض للوهلة الأولى أنه سيكون لدينا القليل من هذه اللامركزية باعتبار أنه لا توجد أموال مخصصة لها, ولكن من المرجح أن العكس هو ما سيحصل في الواقع, أي أنه سيتوفر في البلد هذه السنة الكثير من اللامركزية وذلك انسجاماً مع قاعدة "اللي ببلاش كثّر منه".
في الوضع الاعتيادي, يحدد المسؤول الحكومي في المركز خياره بين المركزية واللامركزية بناء على عنصرين: الأول هو حاجته الى تأكيد الميانة أي السلطة, فإذا توفرت هذه الحاجة بقوة يتم ترجيح المركزية, والعنصر الثاني هو رغبة المسؤول ب¯"ترييح رأسه" عبر إحالة الأمر الى الفروع فيتم ترجيح اللامركزية. وفي كل موقف يقوم المسؤول بتحديد المعادلة الخاصة به من هذين العنصرين فيختار المركزية حيناً واللامركزية حيناً آخر. ومعنى هذا الكلام أن "اللامركزية ببلاش" كانت موجودة طيلة الوقت, ولكن الجديد هذه العام أنه سيجري الاعتراف بها وتقنينها.
لن يكون الأمر صعباً, فالأصل في الادارة العامة أن المسؤول في الموقع الأدنى يحب أن تكون "معه صلاحيات" المسؤول الأعلى منه, وبالمقابل يبتهج المسؤول الأعلى وهو "يخوّل" بعض صلاحياته لمن هو أدنى منه وتسمى هذه العملية "إناطة", مع احتفاظ "ال¯مُنيط" بحقه في إعادة تجريد "ال¯مُناط" من تلك الصلاحيات, ودائماً وفق معادلة عنصري "الميانة وترييح الرأس" المشار اليها أعلاه.0
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net
العرب اليوم