- أن تحتفل (دولة الاحتلال الصهيوني) بالذكرى الثانية والسبعين لإقامتها على ارض فلسطين (1948م)، وأن تحتفل أيضا بالذكرى الثانية لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، قد يكون متوقعاً من تلك الدولة، أما أن يحتفل كبار المسؤولين الأمريكيين في البيت الأبيض أو في وزارة الخارجية الأمريكية بالذكرى الثانية لنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، فهو من عجائب الأمور وغرائبها فقد وصف أولئك المسؤولون هذه الذكرى الثانية (الجمعة (15) –أيار -2020) بالمناسبة التاريخية وكأنها يوم وطني أمريكي، وأشادوا بالرئيس ترامب (بأنه أوْفى بعهده)، ويعتبرونها (تعزيزاً لفرض السلام في المنطقة والعالم).
ولتوضيح هذا القرار العدواني: فقد صدر عن الكونغرس الأمريكي (تشريع سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في القدس بتاريخ (8/11/1995م)، وكان الرؤساء الأمريكيون منذ ذلك التاريخ يؤجلون تنفيذ القرار لستة أشهر متتالية، باعتبار قضية القدس جزءاً من الحل النهائي لخطوات الوصول إلى (حل الدولتيْن) إلا أن الرئيس الأمريكي (ترامب) اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل (6/12/2017م) ثم أعلن في (14/5/2018م) ، ومع الذكرى السبعين (للنكبة) الفلسطينية، الاحتفال بنقل السفارة إلى القدس... في مبنى صغير مؤقت داخل مبنى القنصلية الأمريكية القائمة في القدس، بحضور (ايفانكا ترامب) على أن يتم في وقت لاحق إيجاد مقر كبير لنقل باقي السفارة من (تل أبيب).
-أن هذا القرار اعتبره العالم بأسره، باستثناء جزر تائهة كدويلات، أنتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية المتعلقة بقضية القدس، وتشجيعاً للاحتلال الإسرائيلي الصهيوني لمواصلة مخططه (الاستيطاني- التهويدي) لمدينة القدس العربية والتي تعتبر في المعايير الدولية (جزءاً من الأرض العربية المحتلة (1967)، واعتبرته دولة الاحتلال بأنه انجاز سياسي دبلوماسي لا يقل عن الانجاز العسكري (1967م).
*الذكرى 72 للنكبة في أرقام:
- احتفلت (دولة الاحتلال الصهيوني)عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي بالذكرى (72) الثانية والسبعين أيضاً، لتأسيسها، وهي الذكرى التي تعتبر عربياً وفلسطينياً الذكرى 72 الثانية والسبعين للنكبة.
-ففي (29/11/1947م) صدر قرار تقسيم فلسطين رقم (181)، بمنح (56.5%)من مساحة فلسطين التاريخية (لدولة يهودية، و (43.5%) لدولة عربية، ووضع (القدس وبيت لحم) تحت الوصاية الدولية.
- تجاهل القرار نسبة السكان الفلسطينيين (67%) مقابل (33%) نسبة اليهود، بعد الهجرة اليهودية التي رعتها دولة الانتداب
- انتزعت الولايات المتحدة الأمريكية (33) صوتاً لدول لتأييد القرار الظالم، وعارضته (13) دولة، وامتنعت (10) عشر دول عن التصويت.
- أما دولة الاحتلال الصهيوني، فقد نفذت مخطط الاستيطان، فبلغ عدد المستوطنات بنهاية عام (2019) ماية وخمسين (150) مستوطنة، و (15) مستوطنة في القدس، و (28) بؤرة استيطانية في أراضي الضفة الغربية المحتلة ويقيم في هذه المستوطنات (670) إلف مستوطن (2019) منهم (228) إلف مستوطن في القدس.