قول طلال أبوغزاله"أزمة كورونا ستكون سببًا في تراجع اقتصادات أمريكاوأوروبا جراء جملة من العناصر منها تعاملها السيء مع إهمالها للاقتصاد".
إن المتتبع للقوى العظمى في العالم، يجد أنها قامت بصب اهتماماتها على سباق التسلح وتصنيع الصواريخ وأهملت الجانب الصحي، وفشلت في أول اختبار أمام هذا الفايروس. فايروس كورونا أزمة عالمية شديدة، كشفت النقاب عن مواطن الخلل والقصور لدى القوى العظمى ومدى قدرتها على البقاء في عالم سريع التغير (بيئيًا، اقتصاديًا وسياسيًا).
كلنا يعرف أن الاقتصاد العالمي قبل أزمة فيروس كورونا كان على حافة الانهيار، ولا يمكن لأحد أن يُنكر الأوضاع الخانقة والمتردية التي يمر بها العالم حاليا من شتى الجوانب. عامًا بعد عام يزداد هذا الوضع سوءا، وما شهدناه في السنوات الأخيرة من اختلال واضح في الأنظمة العالمية، ما هو الا واقع، كان قد ذكره طلال أبو غزاله منذ عام 2017 في حواراته ومقابلاته، وحذر من تداعياته، وكأنه يقول للعالم أجمع "اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد".
الدول وكبرى الشركات تأن من الوضع الاقتصادي، فالوضع الحالي بثبت صحة كلامه، فالرجل يتحدث بكل ثقة من منطلق تحليلات اقتصادية واعية وهو متتبع وقارئ ناضج الفكر ومتعمق بحكم علمه وخبرته واطلاعه وقربه من الأنظمة العالمية.
وتراشق الكلمات بين أمريكا والصين مؤخرا، يدل على أن العلاقة بينهما تتجه إلى نحوٍ أبعد من كونها تراشقًا للعبارات فقط، فما أعلنة الرئيس ترامب عن أن "منظمة الصحة العالمية تعمل لصالح الصين، وأنه سيعيد النظر في التعامل معها “، ما هو إلا شرارة لما قاله طلال أبوغزاله عن حرب متوقعه بين البلدين، وأنه يستغل الوضع الصحي والازمة التي يمر بها العالم، لاتهام الصين بأنها سبب رئيس فيها، وهذا ما ترفضه الأخيرة بشدة.
وعلى الرغم من الوضع المتردي، واستمرار الحال في ذروته الخانقة، إلا أن الدول العظمى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ما زالت تقف عاجزة أمام هذا الوضع، فكيف سيتدبرون أمورهم بعد أن شلّت الجائحة مناحي الحياة كافة!
وما فايروس كورونا الا أزمة عالمية شديدة جداً، كشفت النقاب عن مواطن الخلل والقصور في الدول العظمى، ومدى قدرتها على البقاء في عالم البقاء به للأقوى.
لذلك يجب على العالم أجمع، الاستفادة من هذه التجربة في إعادة تشكيل الوضع الحالي ورسم المستقبل بما يتناسب مع التغيرات المتوقعة، وعدم إهمال الجانب الاقتصادي، حتى لا نجد أنفسنا نبحر دون سفن في ضل صراعات عالمية، خاصة وأن الأسوأ من كورونا! قادم، وتجلياته باشرت في الظهور، الجوع بدأ يُفقد الناس صوابهم في البلدان المعدومة والنامية، فأصبحوا يتناحرون لتأمين قوت يومهم بعد كورونا.
يقول طلال أبوغزاله"أكثر من ٥٠ بالمئة من الشركات الأمريكية ستفلس".
وبعد أن قامت الولايات المتحدة، بضخ التريليونات في السوق الأمريكي يتضح أنها بداية عجز واضح سيؤدي بها إلى الهلاك الاقتصادي قريبا وهذا يتوافق مع ما يقوله طلال أبوغزاله.
فلا يمكن لأي حرفة أو تجارة في العالم أن تكون بمنأى عن هذه الظروف والمتغيرات التي ستبدأ في القريب العاجل وسيكون لها سيئ الأثر على الدول، وما نراه حاليًا من إغلاق الشركات أو تسريح موظفيها أو التقليص منهم، إلا تأكيد لكلامه.
يقول طلال أبوغزاله أيضا،"سيكون العالم أمام نظام عالمي جديد تتقاسم فيه الصين والولايات المتحدة الهيمنة على القرارات الاستراتيجية في العالم، وستكون كفة الصين وحلفاؤها هي الراجحة".
وما يظهر حاليا يتطابق مع ما يقول، فكل ما نحصل عليه من معلومات سواء عن الوضع الاقتصادي أو ما يخص فايروس كورونا تتحكم به الصين حاليا، وهذا ما يزعج الولايات المتحدة الأمريكية ويسبب لها القلق، فتُلقي بعجزها، ووقوفها مكتوفة الأيدي، على الصين، فلماذا نغشي أعيننا ونصم آذاننا عن ذلك!
سقط العالم في أول اختبار! وها هو طلال أبوغزاله يثبت ذلك من خلال ما يقول، وعلى هذا الأساس يمكن القول بأننا جزء لا يتجزأ من هذا العالم، وعلينا بالحرص الحرص والاهتمام وأخذ الأمور بجدية ووضع الخطط المستقبلية للتعامل مع الوضع الحالي؛ لأنه سبيل النجاة الوحيد.
وأخيرا اقتبس ما قاله طلال أبوغزاله" أنا أقلّكم معرفة، ولكنني أجد من واجبي أن أُعبّر عمّا في نفسي لأنني أحسّ بالفضل الكبير لهذه الأمة العربية عليّ، وأحسّ بولاء كبير لوطني العربي الكبير الذي أعتزُّ به، وإنني أفخر بعروبتي دائمًا".