ناطق اعلامي لمؤسسة الضمان الاجتماعي، ليست وظيفة من وظائف الفئة العليا حتى يتنافس عليها المتنافسون او تستحق أن يصطدم شاغلها بمديره، ليست وظيفة كبيرة ولكن الموضوع وراء الستارة كبير، انه النموذج الاردني المتفشي ان يكون الرجل الأول في الوزارة أو المؤسسة صاحب الحضور الأول وصاحب الرأي الأول والأخير وهو الكل بالكل دون مناقشة أو اعتراض.
لكن ما العمل حين يكون المسؤول الأول لايمتلك حضورا مقنعا في وسائل الإعلام او غير قادر على إيصال الفكرة بوضوح واقناع الجمهور او يمتلك الشهادات الورقية ولا يمتلك القدرات الإدارية القيادية ؟؟
قد تكون شهادتي في موسى الصبيحي مجروحة ولكن ما كنا نشاهده أثناء أزمة كورونا انه وفي المرات المحدودة التي كان مدير عام الضمان الاجتماعي يظهر عبر وسائل الإعلام كان موسى مضطرا لإعادة الشرح والتبسيط عبر اكثر من وسيلة اعلام تنهال عليه تطلب إجابات للجمهور ، وهو الذي طالب بزيادة الرواتب التقاعدية ونجح في استصدار قرار الزيادة.
لم يكن بوقا للمدير العام ولا متلقيا منفذا بدون رأي وكان وما زال الأكثر كفاءة والأكثر حضورا ومعرفة، لم يخطئ في معلومة ولم يتلكأ في إجابة، ولم يغلق هاتفه ليلا او نهارا حين كان مركز الاتصال في الضمان لا يجيب على اتصالات المواطنين.
لم تكن وظيفته مطمعا ولكن احترام الكفاءة واجب وقبول الرأي المعارض نزاهة وديمقراطية واحترام الزمالة خلق وعرف حميد فكيف لا يعلم موسى بتعيين شخص آخر مكانه إلا من وسائل الإعلام؟؟ هذه هي الإساءة التي ترقى إلى درجة الحقد والاهانة.
والذي يبدو أن مدير عام الضمان وربما دولة الرئيس لا يعلمانه أن موسى الصبيحي ليس مجرد موظف وناطق اعلامي وإنما هو كاتب سياسي أردني وباحث في الفكر الإسلامي ورجل قانون كفء، ومثال النزاهة والتعفف عن المال العام كيف لا وخاله القاضي موسى الساكت مضرب الأمثال في تاريخ القضاء الاردني، فإذا كان مدير عام الضمان يخشى وجوده في المؤسسة فليقرر إحالته إلى التقاعد، وسيعيده أبناء السلط قريبا تحت قبة مجلس النواب وحينها لكل حادث حديث.
يكفي موسى فخرا ويكفي مدير عام الضمان ضعفا انه عين ناطقين إعلاميين أحدهما كان مديرا عاما بالوكالة ليتعاونا في سد فراغ غياب موسى عن وسائل الإعلام، أليس هذا هو المضحك المبكي؟؟.