نصائح لاستعادة الرومانسية أثناء العزل المنزلي
16-05-2020 12:16 PM
عمون - لم يكن كاتب رواية "الحب في زمن الكوليرا" غابرييل غارسيا ماركيز الحائز على جائزة نوبل، ليبدع أكثر من ذلك حينما يقرر بطل روايته التي نشرت لأول مرة عام 1985 باللغة الإسبانية، أن يتخلص من المسافرين معه على متن السفينة بخدعة أن فيها وباء الكوليرا، وذلك حتى لا تنتهي الرحلة مع حبيبته التي اجتمع شمله بها أخيرا، وكان عمرهما وقتذاك سبعين عاما.
تنتهي الرواية والسفينة تعبر النهر ذهابا وإيابا رافعة علم الوباء الأصفر، دون أن ترسو إلا للتزود بوقود، بينما تضم عش الحبيبين اللذين لا يباليان بكبر عمرهما، ويقرران أنهما الآن في رحلة لاكتشاف ما وراء الحب، حيث الحب لأجل الحب.
في الوقت الذي استغل فيه بطل الرواية فلورنتينو أريثا حجة وباء الكوليرا في القرن العشرين ليعزل نفسه مع حبيبته ويستمتعا بما تبقى من حياتهما، نجد أن الأزواج والزوجات في القرن الواحد والعشرين يشتكون من البقاء معزولين منزليا مع بعضهم البعض بسبب فيروس الكورونا. وقد تحدثت العديد من التقارير عن زيادة نسب العنف المنزلي والخلافات الزوجية وحتى الطلاق.
تؤكد الصحفية ويندي روز غولد في مقال لها على موقع "فيري ويل مايند" أنه سيتم اختبار متانة العلاقات الزوجية خلال الوقت الصعب الذي نعيشه الآن، ليس فقط لأنك تقضي كل لحظة مع زوجك، ولكن لأن كارثة عالمية بهذا الحجم ستلقي بثقلها على كل واحد منا وبطرق متعددة الجوانب. الآن، أكثر من أي وقت مضى، هو وقت تعزيز التقارب بين الزوجين.
يجب أن يكون لدى الزوجين الحريصين على البقاء معا هدف واضح وعملي يتضمن زيادة جرعة الرومانسية بينهما، لأن ذلك يوطد العلاقة ويقلل الخلاف ويقضي على كل عنف محتمل.
تقول غولد "قد تواجه صعوبة في إظهار الحب أثناء الحجر المنزلي، إلا أن الحفاظ على شرارة الرومانسية مفيد جدا للتواصل العاطفي والجسدي، إضافة إلى الصحة العقلية".
إذا كنت ترغب في الحفاظ على الرومانسية في زمن جائحة كورونا، جرّب هذه الأفكار:
إيماءات الحب الصغيرة
بالرغم من التواجد داخل منزل واحد طيلة اليوم وكل يوم، فإنه ما زال يمكن التعبير عن مشاعر الحب اللطيفة لبعضكما البعض، بطرق مبدعة.
ووفقا للأخصائية الاجتماعية والنفسية إليزابيث هال روز، فإن "أبحاث العلاقات خلصت إلى أن الإيماءات اليومية التي تعبر عن الشغف والتقدير لزوجك ضرورية للشعور بالتقارب والتواصل".
التفقد المنتظم
ينبغي للزوجين أن يخصص كل منهما بعض الوقت لسؤال الآخر عما قد يحتاجه منه خلال هذا الوقت الصعب، فهذا يؤكد الحب بينهما، ويعزز التواصل الرومانسي، ويساعد على تجاوز العاصفة.
ووفقا للطبيبة النفسية كولين مولين على موقع "فيري ويل مايند"، فإنه مع سرعة الحياة العادية، قد يصعب على الزوجين الشعور باحتياجات كل منهما، كما أنه لا يوجد وقت للوفاء بها، ولكن تحت مظلة العزل المنزلي فإن لديهما الوقت الكافي للقيام بذلك.
استرجاع الذكريات
استدعاء الأوقات الجيدة والسعيدة يصيبنا بالبهجة والرضا، ويجعلنا نتأكد كم من الوقت الجيد قضيناه معا في الماضي، وما يمكن أن نفعله معا في المستقبل والوقت الحاضر.
افتح مع زوجتك ألبوم صور قديمة، أو ابحث في البطاقات القديمة أو التذكارات، أو اجلسا وجها لوجه لاستدعاء الذكريات المرحة.
تقول هيل روز إن "بحوث الدماغ تؤكد أن تذكر الأوقات الجيدة عن قصد يساعد على تقوية المسارات العصبية التي تدعم الرفاهية، ومن ثم فإن استرجاع ذكريات ممتعة ومثيرة عن عمد يساعد على تأجيج المشاعر بين الزوجين".
قضاء وقت ممتع
بالرغم من قضاء الكثير من الوقت داخل المنزل حاليا، فإنه يجب على الزوجين الانتباه إلى أهمية قضاء وقت ممتع نوعي ومميز مع بعضهما البعض، كتعمد الجلوس معا في نهاية اليوم للاستمتاع بمشاهدة فيلم محبب، أو احتساء كوب شوكولاته ساخنة، وليحرصا خلال هذه اللقاءات على تجنب التحدث عن الفيروس والمخاوف المختلفة.
رسائل الحب والاهتمام
التواصل عبر الرسائل النصية والزوجان متجاوران داخل المنزل، يثير أحيانا الكثير من الضحك، كأن ترسل الزوجة إلى زوجها رسالة تعبر عن حبها له وهو جالس أمامها، أو أن ترسل له مشهدا مضحكا، أو أن يتناقشا بخصوص التعامل مع أحد أطفالهما الجالس معهما في نفس الغرفة.
إن إرسال الزوجين رسائل إيجابية إلى بعضهما البعض يحافظ على مشاعر الرومانسية قوية بينهما. كما يمكن لأحدهما إرسال الهدايا للآخر عبر الإنترنت.
التفكير في المستقبل
تجهيز خطط وأهداف للمستقبل، إلى أين يريد الزوجان الذهاب بعد الوباء؟ ما الأنشطة التي سيواصلان القيام بها؟ ما هي وجهة السفر الأولى حين تفتح المطارات؟
وضع الخطط يبقي الزوجين متفائلين بشأن المستقبل ويجنبهما الأفكار والمشاعر السلبية بشأن الوباء. كما أن العصف الذهني والتخطيط من الطرق الرائعة لإلهاء العقل عن الأمور السلبية.
التعاطف
قضاء بعض الوقت معا لمشاركة المخاوف والاحتياجات الخاصة، والشعور بالضعف وإشراك الآخر في ذلك، يساعد على التقريب بين الزوجين وإيقاد مشاعر التعاطف بينهما.