طلال أبو غزالة والمجلس الاستشاري
يوسف عبدالله محمود
16-05-2020 11:39 AM
د.طلال أبو غزالة بحكمته وسعة أفقه المصرفيّة يقترح إنشاء مجلس استشاريّ لرئيس الدولة يتألف من كبار رجال الاقتصاد والأكاديميين وذوي الخبرة في إدارة الأزمات .
هذا المجلس مهمّته تقديم الاقتراحات لرئيس الدولة في ظرف استثنائيّ لم يسبق أن مرّ به الأردنّ منذ عشرات السنين.
في العناوين المقترحة ضرورة تقديم اقتراحات بديلة بعيدًا عن فرض ضرائب جديدة تعرقل الانتعاش المطلوب.
فرض الضرائب تحت أية ذريعة ليس هو الحلّ المناسب للخروج من الأزمة التي ازدادت تعقيدًا بسبب الكورونا. يطالب أبو غزالة بمقاربة "الدولة الرّقميّة" وإن بالتّدريج يطالب بتحفيز النّموّ في النّاتج القوميّ.
وهذا التحفيز كما أرى يتطلّب الشفافيّة ونوعيّة خبراء يضعون الحلول البعيدة عن جيب المواطن والقابلة للتّنفيذ.
أمّا إشراك القطاع الاقتصاديّ والمواطن في اتّخاذ القرار فيرى أبو غزالة أنه ضروريّ لتفعيل الاقتصاد ، لا يجوز تهميشه.
أمّا " الإصلاح الإداري" فينبغي أن يسير - كما يرى – "بالتوازي مع برنامج تقشفي لترشيد الإنفاق وإعادة هيكلة القطاعات الحكوميّة".
أبو غزالة في المقال الذي نشرته " عمون الإلكترونيّة " كان واضحًا في قراءة الأزمة الحادّة التي يمرّ بها الوطن. "ركّز على الشفافيّة " في التّعامل مع قضايا الوطن؛ لأنّ غيابها يعني الدّمار والتراجع إلى الوراء، غيابها يؤدّي إلى تفاقم الأزمة.
المجلس الاستشاريّ الذي طالب به هذا الخبير الاقتصاديّ العالميّ لن يكون صوريًّا يطلق الشعارات غير القابلة للتّطبيق، بل مهمّته أن يرفع لقائد الوطن الحلول المدروسة للتعافي من أشدّ أزمة اقتصاديّة واجتماعيّة يمرّ بها البلد.
الحلول " الترقيعيّة " لا تجدي، إنّها استهانة بأيّ إصلاح حقيقيّ ينشد رفعة الوطن.
لقد ولّى الزّمن الذي كانت الشعارات الرّنّانة هي التي يتمّ تسويقها بينما الدّاء يستفحل، وهنا علينا أن ندرك أنّ يدًا واحدة لا تصفق وحدها، وأعني هنا ضرورة التعاضد وإشراك المواطن في اتّخاذ القرارات المصيريّة,
الأردنّ يستحقّ مستقبلا أفضل ممّا هو فيه. قيادته الهاشميّة يتّسع صدرها لكلّ اقتراحٍ بنّاءٍ للتعافي من الأزمة الخانقة لدينا والحمد لله خبراء على مستوى عالٍ من العلم والمعرفة إن في الاقتصاد أو الاجتماع أو التربية والتعليم، باستطاعة هؤلاء أن يرفعوا إلى قمّة الهرم الحلول الناجعة للتعافي.
نرجو أن يتمّ إبراز هذا " المجلس الاستشاريّ " الّذي دعا إليه هذا الرّمز الوطنيّ الكبير، وبالتّأكيد بأنّه سيقوم بواجبه خير قيام.
وهنا أدعو إلى التّخلّي عن المناكفات والاتّهامات في ظرفٍ يتطلّب تكاتف الجميع ، ولنعلم أنّ حبّ الوطن من الإيمان.