منذ ربع قرن تغيرت الكثير من المفاهيم والمعطيات في عالمنا، ليولد جيلًا من الشباب فيجد التكنولوجيا المتقدمة أمامه ، الهاتف النقال والانترنت المتاح للجميع والأجهزة الالكترونية بمختلف انواعها ، كل هذا منذ الطفولة والرضع يتلقون تغذية مع تطور العلم فتكبر الاجيال الجديدة بمحتوي غير محدود، أصبحت المعلومة متاحة للجميع والعالم قرية صغيرة والجميع يتسابق في مسارات لا نهائية من المعرفة .
العولمة "تعني جعل الشيء عالمي و جعل الشيء دولي الانتشار في مداه أو تطبيقه ، والتي تكون من خلالها العولمة عملية إقتصادية في المقام الأول، ثم سياسة ،ويتبع ذلك الجوانب الاجتماعية والثقافية وهكذا. "
أما جعل الشيء دولياً فقد يعني غالباً جعل الشيء مناسباً أو مفهوماً أو في المتناول لمختلف دول العالم. وتمتد العولمة لتكون عملية تحكم وسيطرة ووضع قوانين وروابط، مع إزاحة أسوار وحواجز محددة بين الدول وبعضها البعض" ويكبيديا
الشباب والعولمة ...
اليوم نواجه جيلا تغذى وتعاطي مع كل العالم بمختلف فئاتهم وثقافاتهم ، فقد كانت مصادر المعرفة غير محددة فمنها ما يتفق مع ثقافتنا وقيمنا الاجتماعية والثقافية والدينية ومنها ما هو بعيد او يتعارض معها ، اننا اذ نحاول تفسير الحاجات والرغبات لدي الشباب من وجهة نظر الأجيال القديمة تكون الصدمة الكبيرة بوجود الفجوة المعرفية والثقافية ، بين صراع الاجيال والحضارات ، بين فقدان الهوية الوطنية والبحث عنها ، ان كل ما حدث خلال ربع قرن من السير في مسارين متوازيان لا يلتقيان بين جيل نشأ وتربى على يد الاجداد والاباء ومشاهدة الصحف اليومية والاطلاع على الاخبار الدولية ، وجيل نشأ وتربى عبر الشبكة العنكبوتية باسم العولمة ، قد لا يكون لهذا ضرر بالنسبة لجيل العولمة فهو القادم ليحكم، على مستقبل أراده ويتشارك فيه مع اقرانه في كل العالم .
ان مشكلة جيل قديم لا زال يقبع في غرفة مكتب ووراء الأوراق والتقارير والظهور والتصوير محاولا كبح جماح هذه الموجة التسونامية العالمية ، مشكلة التوافق بين ما يخططون له من اجل المستقبل الذي لن يكونوا فيه وبين جيل ينتظر زوال الطبقات العازله بينه وبين طموحاته واحلامه العالمية .
القلق لدي الشباب ...
ما يقلق الاجيال اليوم انهم جيل الانتظار ، فماذا بعد ؟؟
ايكون الاحتضار!!! الذي ينتظرهم !! ، ام انهم سيختارون الاختصار ، والبدء بالخروج من حضرة الواقع إلى المستقبل المنشود .
نعم القلق من التطرف والفقر والجوع ، والأهم القلق الاكبر من الجهل الذي اصبح يقدم بمنهجية واضحة ، ان الجهل سيكون ثمنه باهظًا جدا جدا.. فمن سيدفع الثمن .
القلق من البطاله وشبح الامراض والاوبئة، جيل العولمة الان في خطر كبير جدا على نفسه وعلى كل من يدور في مجاله الحيوي ، فالعديد من اصحاب المصالح الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لا يدركون اهمية العمل معا لمواجهة الازمة الشبابية ، يبحثون عن مكاسب كبيرة سريعة لانهم مدركين في قرارة أنفسهم انهم الى زوال قريب ، ولان لديهم تقدير ذات سلبية فهم يشعرون بالسعادة عندما يفشل غيرهم .
الشباب وسعادة منشودة ...
ان معظم شباب العالم الذين يعيشون في دول فقيرة هم اكثر سعادة من غيرهم في دول غنية ، مفهوم السعادة ليس مرتبط بالمال لكنه مرتبط اكثر بالايمان المطلق بالقضاء والقدر والرضى بكل الاحوال وعلى العكس ممكن يسعون للسعادة بالمال يعانون من الحقد النفسي وعدم الرضى ويظهر لديهم الفراغ النفسي والعاطفي ، وقد يكون الفقراء اكثر سعادة لشعورهم بواقع مشترك ، فالطموحات والأحلام المشتركة للبحث عن السعادة بتحقيق النجاح والرضى ، او الحصول على فرصة عمل لسد حاجتهم ، تكاتف اجتماعي عالمي شعر به جيل جديد لديه قضية مشتركة ليحكم العالم ، فهل سنشهد في القرن القادم هذا التحول?!! وينقلب السحر على الساحر وتخسر رؤوس الاموال وجودها ليعاد توزيعها بمفهوم جديد.
شبابنا ...
ما يجب الاشارة إليه أن الاردن بشبابه مدرك ويمتلك المعرفة ، قادر على الانتقال والتواصل مع العالم ، بالاستعداد المسبق والتحضير الذكي للقادم من المجهول ، لا يمكن لجيل العولمة الواعي ان يُخدع من اصحاب المصالح والأجندات المغرضة ، فالاردن بقيادته الهاشمية وعزم الشباب بإمكانه أن يولد من جديد ، حمى الله الاردن وعاش الشباب .