ما بعد كورونا .. العودة الى الذات
د. ابراهيم الشوملي
16-05-2020 03:34 AM
فكما كنت انا و مثلي من الأردنيين مجبرين للبقاء داخل منازلنا لفتره طويلة، استشعرت و كما الآخرين بقيمة الأسرة اكثر و ازداد التعلق و المحبة بين أفراد هذه البيوت ، وبالوقت نفسه أظهر الكثير اجمل ما عندهم من استغلال للموارد داخل البيت (للتفنن) في عمل الحلويات و ما شابه ، و كذلك أظهر البعض جمال إبداعهم في عمل المسرحيات في البيت او (النهفات) ..و غيرها الكثير
ظهر جمال الأسره و دفئها داخل البيت عندما عادت إلى ذاتها ... ومن هنا النموذج .. عوده الأردن إلى ذاته ..الدواء من نفس الداء
اما بعد
فيما يلي بعض المقترحات الاقتصاديه المتواضعه لبلدي الأردن في فتره ما بعد كورونا ترتكز على استغلال واستثمار ما هو الأجمل و الأقوى داخل الأردن للاعتماد والبناء عليه في المرحله المقبلة.
الاستراتيجة العامة
1- تستمر اداره المرحله من صلاحيات المجلس الأعلى للسياسات
2-ينبثق عن هذا المجلس لجنتان اقتصاديتان الأولى المرحله القصيره ، والثانيه للمرحله المتوسطه و البعيدة
كل منهما يعمل مستقلا و منسقا مع الأخرى.
أ. اللجنه الاقتصاديه للمرحله القصيره
و هدفها هو الوصول بالاقتصاد إلى مرحله ما قبل الازمه
حيث يرتكز عملها على ترميم و معالجة التصدعات الاقتصاديه التي سببها الإغلاق العام بالفتره الماضيه
- متابعه تفعيل القروض للشركات الصغيره والتي أقرها البنك المركزي( حيث ظهرت مؤشرات بعدم تجاوب البنوك و وضع شروط و عراقيل أمام الشركات)
-تفعيل آلية دعم مادي اضافي لحل مشكلة العماله التي تم الاستغناء عن خدماتهم لعدم قدره أصحاب العمل بالاحتفاظ لهذه العماله
-وضع تعليمات لحل الإشكاليات المتوقع ظهورها الان للمؤجرين والمستأجرين عن بدل الايجار لفتره الإغلاق للقطاع التجاري و اقترح بفرض الدفع على ان لا يزيد عن 50% عن تلك الفتره مع التسهيلات بالدفع
-إيجاد حلول للمؤسسات التي تضررت بشكل كبير بالاغلاق حيث وصلت لمرحله اللاعوده اما بدعم مادي مباشر ، او إعطاء تلك المؤسسات بالأولوية في الإستثمارات الحكوميه المقبلة
ب. اللجنه الاقتصاديه للمراحل المتوسطه و البعيدة.
ولأن في قلب المحن دائما يمكن خلق الفرص. ستبحث هذه اللجنه
في استغلال الفرص التي اتاحتها الجائحه على المستوى الدولي
أولا :فرصه القطاع السياحي
الظاهر للعيان انه القطاع الأكثر تضررا في هذه الازمه ، ولكن النموذج الأردني سيتمكن من إيجاد سيناريوهات متقنه لاقتناص الفرصه
أ. السياحه الخارجيه:
اقترح في ظل غياب المنافسه في الوقت الراهن يمكن إطلاق برنامج تسويقي للأردن بعنوان «الملاذ الآمن» كدوله نظيفه من الكورونا بحيث نبني عليه
- جذب الإستثمارات السياحيه و رفع مستوى البنيه التحيه للصناعه السياحيه
- يمكن لأهل الاختصاص ان يطلقوا برامج سياحيه موجهه لأثرياء العالم للتمتع بالعيش في الملاذ الآمن ، و ضمنيا ستكون خاضعة لشروط وزاره الصحه
ب. السياحه الداخليه :
وهنا ستكون الفئه المستهدفة هي العائله الاردنيه .
- إطلاق برامج سياحيه خارجه عن المألوف و الصوره النمطية يمكن ان تتضمن في جوانبها أشكالا جديده لمفهوم السياحه( نموذج أردني) مثل مسابقات او مغامرات او غيرها واتركها لأهل الاختصاص بحيث تتلاءم مع الثقافه و العقليه الاردنيه ..و العربيه فيما بعد .
ثانيا : فرصه القطاع الصناعي و الزراعي .
أ. الصناعه و المحاصيل التصديريه.
- عمل دراسه للمنتجات التي تراجع انتاجها على مستوى العالم جراء الازمه ، وبالمقابل عمل مصفوفه لاولويه الإنتاج المحلي مبنيه على :
1. ارتفاع الطلب عالميا
2. الأقل تحديات ( مدخلات الإنتاج، مواد خام و بنيه تحتيه)
3. الأسرع في القدره على الإنتاج
ب. الإنتاج للسوق الوطني:
- دراسه مستفيضة لمدخلات الإنتاج للسلع الاستراتيجية و العمل الجاد على تأمينها او تأمين بدائلها بشكل كافي في حاله استمرار الأزمة عالميا لفتره طويله
- عمل دراسه للمنتجات المستوردة و التي لن يتمكن مصنعوها من تزويد السوق المحلي بكميات كافيه نتيجه الازمه ، بالعمل على انتاج بدائل محليه و تتمتع بالجودة العالية لكي تحل محلها بشكل دائم
ثالثا: فرصه التعليم العالي
و هنا نبني على ما تم إنجازه بالتعليم عن بعد ، والفت الانتباه بإمكانية فتح برامج دراسات عليا بالتخصصات المناسبه لهذا النوع من للتدريس مثل العلوم الانسانيه ، حيث يمكن فتح الباب الطلبه الأردنيين و ايضا من الخارج ، حيث يمكن استيعاب عدد أكبر من الطلبه و بتكاليف أقل .