الترهيب الصحي المشهدي .. غائب
د. صالح السعد
13-05-2020 04:44 PM
إن ممارساتنا التوعوية إزاء فيروس كورونا عبر وسائل الإعلام مازالت خجولة وغير مؤثرة على مايبدو ، حيث أنها تتمثل في عرض سطور إنشائية حول سبل الوقاية من المرض ، أي أنها تستعرض أسبابه وسبل الوقاية منه فقط ، كونها تقع في خانة التوعية الكتابية الإنشائية التي عفا عليها الزمن ،مما أفقدها ويفقدها الخاصية الإعلامية الحديثة للوصول إلى عامة فئات المواطنين على اختلاف مستوياتهم العلمية والثقافية والسكانية ، وتحول دون صناعة التأثير ، كونها للأسف لا تستعرض أخطاره الكثيرة سواء بسبب الإهمال والتقاعس منذ بداية الأعراض ، أو أثناء الإصابة أو بعدها ، وهي أخطار كثيرة.
إن هذا النمط من التوعية يكون خالياً من أي شعور شخصي ونفسي وسيكولوجي من مشاعر الترهيب الصحي المشهدي ، لأن الكثير من المواطنين لا يتأثرون تأثيراً مباشراً يهز مشاعرهم ويؤرقهم ، كما هو الحال في عرض مشاهد تثقيفية ترهيبية لأخطار الإصابة بالمرض وتبعاته ، لأنها تولد قناعات راسخة لدى المواطن يحرص على تنفيذها خوفاً ورعباً ومكرها أخاك لابطل .
وخلاصة القول ، ولاستكمال المشهد من كافة جوانبه ، نقترح مايلي:
1. أن يكون هناك مشهداً صحياً ترهيبياً عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة
يتمثل في عرض نماذج تثقيفية شبه حيوية صادمة تعلق بالقلوب قبل أن ترسخ بالأذهان، وتولد قناعات راسخة لدى جميع الأفراد على كافة مستوياتهم ، كأن يتحدث المشهد لدقائق محدودة عن أخطار كورونا على القلب والرئتين والكلى والجهاز العصبي على المديين القريب والبعيد، ويسبب إتلافها في حال الإهمال واللامبالاة وعدم المبادرة الفورية للفحص والعلاج الفوري.
2 . أن يتم عرض وبث مشاهد مؤثرة أخرى ، تعبر عن معاناة الجيوش البيضاء وصبرهم وتحملهم ومعاناتهم، وهم يناشدون في المشهد التمثيلي المواطنين " ساعدونا في حمايتكم وحمايتنا "، وهكذا.
3 . أن يتم عرض مشاهد خاصة عن تأثير استمرار خطر كورونا على دخل الفرد وعلى الاقتصاد ككل، إذا بقي الوضع على ماهو عليه أو أكثر نتيجة الاستهتار واللامبالاة من البعض ، لأن القارب الذي يقلنا واحد.
3 . وأخيراً ، أملنا كبير بالجهات المعنية الصحية والثقافية والإعلامية ونقابة الممثلين ، أن يكون لديهم مبادرات سريعة وجادة في هذا المجال ، في سبيل قيادة الرأي العام بصناعة محتوى مشهدي ترهيبي غني ومقنع ومتكرر ، ويخاطب جميع فئات.
المجتمع ، خصوصاً في فترة الإنفلات المعلوماتي الذي خلق حالة من الإرباك على المستوى العالمي ، لأن الجماهير في المفهوم الإعلامي لديها فراغ ينتظر من يملؤه .