facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




تفكير الحكومة الحديثة!


د. عدنان سعد الزعبي
13-05-2020 03:56 PM

من الطبيعي جدا ان يتعمق تفكير الحكومات والمخططين الاستراتيجيين في تحويل الاقتصاد الاردني الى نمط جديد يخفف العبيء عن الموازنة العامة ويحرك القطاع الخاص ويغريه في الاستثمار والتوسع، وتمتين قواعده بحيث يقود قطاعات الدولة الاردنية بكفاءة واقتدار.

وبنفس الوقت، فتح القطاع العام للادارة الخاصة وفق قواعد واسس لا تنفر فيها المستثمر ولا تظلم فيها المواطن، وفق معادلات تدخل فيها معدلات الدخل, والظرف الاقتصادية، وامكانات المواطن, وقدراته ومهاراته وتعليمه وابداعاته. فقاعدة المستقبل القادم هو الاعتماد على الذات , واذا ما تهيأنا له، وحصنا انفسنا بمتطلباته , وشاركنا بصنعه ، فان قطارنا ، سيجنح ، ويصبج كل كلامنا في الهواء .

اثبت المواطن في ازمة كورونا قدرته على الالتزام والتقيد بالتعليمات والاجراءات خاصة اذا كانت تصب في مصلحته , ويقبل المواطن الاردني اي فكرة، يجد فيها مصلحته, تتحقق ولو بعد حين . كذلك اثبتت الازمة قدرة المواطن الاردني والعديد من مؤسساته على التأقلم والتعامل مع الجديد بروح المعرفة والمهارة العلمية التقنية , فالجدل الدائر حول التعليم عن بعد والحكومة الالكترونية , مرحلة مخاض ستقودنا الى تطبيق وتنفيذ هذه البرامج في الذكاء الاصطناعي ونتفوق بها خاصة وان تطبيقاتها اصبحت على المحك , وقد استخدمها المواطن الاردني على مراحل مختلفة بتاريخ هذه الازمة وقبلها , وسيستمر في تطويرها ، خاصة اذا ساقت الحكومة دروسها في اعتماد التطبيثات الرقمية وتكنولوجيا الحياة الرقمية . .

الحقيقة التي يجب ان ندركها ان الاستثمار في التقنية الحديثة وبرامجها والتعامل التقني الرقمي في مجالات الحياة كافة ستكون عنوان مستقبل البشرية التجاري والصناعي والتعليمي والاقتصادي والعسكري ..الخ. وقد بينت الدراسات في بريطانيا ان 85% من الطلبة الحاليين على مقاعد الدرس سيجدون مسميات وواقع اعمال غير الذي يدرسونه , فكان نداء التاقلم والاستعداد للمستقبل . وها نحن اليوم نواجه عقبة فرضت علينا التأقلم منذ الان ودفعتنا نحو التعامل الالكتروني والبناء الرقمي ,لنكون شركاء في صنع المستقبل وليس فقط الاستعداد له . فالتغيرات متسارعة . ولا بد من التعايش معها .

تعزيز دور القطاع الخاص يعني اعادة بناء المنظومة الاقتصادية الوطنية والفكر الاداري الذي يجب ان يعطي دور لقانون القطاع الخاص مع الاحتفاظ بقواعد اساسية بيد الحكومة للتوازن مع حقيقة وواقع حياة الناس . فالتعامل مع القطاع الخاص يتطلب تغيير مفاهيم كثيرة في عقول الناس وخاصة العاملين , فهل لدى العامل في القطاع الحكومي نفس مفاهيم نظيره في القطاع الخاص وخاصة مفاهيم الاخلاص ، والابداع , وحق خدمة المواطن , والتسهيل عليه ، بعيدا عن عنجهية الوظيفة وممارسة التحكم والبيروقراطية المقيته . وكذلك يحتاج فكر العاملين في القطاع الخاص في الاردن ايضا الى المرونة والقناعة بأن المال المستحق يحتاج لخدمة راقية مقابلها . ولنكن صريحين في اداء القطاع الخاص الاردني حيث ما زال غالبيته يعتمد على الحكومات في تسيير امره وبشكل ريعي , وبنفس الوقت ما زالت تجربة الشركات المملوكة للحكومة ترزخ تحت فكر موظف الحكومة جنبا الى جنب ضعف التغيير المرتقب رغم الارهاصات المقدمة , حيث لم تحقق هذه المؤسسات ادنى الشروط والمعايير اللازمة , والامثلة كثيرة .

ان حديث الحكومة عن التحول للقطاع الخاص بدأ برشاقة الجهاز الحكومية , مقولة تكررت سنين وسنين دون نتائج , فرشاقة الجهاز العام ليس بالقرارات العشوائية، التي تتحدث بلغة العام ,ومثالنا قرارات التقاعد تحت قواعد العمر او الخدمة , رغم ان الاساس في العمل والبقاء قائم على للعطاء والخبرة والابداع !..

ادارة الدولة الحديثة تحتاج لعقول تفكر بمنظور المستقبل , وتتحدث بلغة العلم والمعرفة , وتتعامل بمزايا الخبرة والتجربة التي هضمت كل تجارب السنين وادركت معاني الخدمة اللازمة والموظف المطلوب. نحن جميعا يقر بان الجهاز الحكومي يحتاج للرشاقة، ولكن ليس على طريقة من معي يبقى ومن ليس معي لا حاجة له . وهل الترشيق يعني تخفيض العدد ام بزيادة الاكفاء . وهل ما يحتويه الجهاز الحكومي حاليا قادر على ان يتماشى مع متطلبات القطاع الخاص باسسه الدقيقة ولديه المهارات التي تمكنه من التأقلم مع شروطه التقنية الرقمية الجديدة .

الواضح ان حكوماتنا وللاسف تعودت التعامل مع ازمات بعيدا عن خطط واستراتيجيات تضعها للوصول لآخر النفق حيث بصيص الضوء ، قد يتحملها المواطن في سبيل الخروج من هذه المحن . لكن المسالة ان التخطيط الاستراتيجي - الذي كان على حكوماتنا تطبيقه وتبنيه كشعار الزامي منذ عشرات السنين - ذهب مع رياح تغيير الوزارات والبرلمانات , واجتهادات الخاطئين من رؤساء الحكومات والمتفلسفين في الهيئات والمؤسسات التي شكلت حكومات بالضل فبتنا (كما خلقتني ..الخ) .

الدولة الاردنية الجديدة تحتاج لصادقين وليس ممثلين على الناس كما نشهد , وتحتاج الى (حراثين في الميدان ) وليس مراوغين وبائعي كلام , تحتاج الى العطاء والاخلاص والتضحيات ، فمن لا يدركها فكيف يعرفها وينفذها ؟!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :