مررنا في هذا البلد بمستوى متقدم في الأداء والوضوح في التعامل مع الظرف الأستثنائي الذي نواجهه، كانت الدولة بجميع اركانها تقدم كل ما تستطيع للإبقاء على الحضور لدى الرأي العام وتكثيف المعلومات والتفاصيل ليكون الجميع في حضرة القرار ومسبـباته والداعي له، لم نصل الى نقطة تعجب أو شك في إدارة هذه الأزمة وكنا في نفس القارب ونجذف جميــعنا بنفس الهمة والعزم حكومة ومواطنيين، خطوات ثابتة ومثمرة تبين فعاليتها من خلال الأرقام التي كنا نصل لها حــــــتى تكرر الصفر المرغوب ثمان مرات متتالية، نادى كثير من اصحاب التأثير في عدة دول شقيقة وصديقة ان يكون النموذج الأردني سبيلهم للخروج مما تمر به دولهم.

بذل جهد مقدر من كافة أجهزة الدولة برعاية وعناية واهتمام من لدن جلالة الملك الذي كان على رأس خلية إدارة الأزمة ويتواصــل بشكل متكرر خلال اليوم الواحد لبقاء الصورة المثالية لهذه الإدارة وقد كان لنا ولجلالة الملك ما كان، تكاتف الجميع من قوات مسلحة وأمن عام ودفاع مدني ومؤسسات رسمية لنبقى على قدر هذا الحمل ورفعنا الراية شامخين بهذا الحس الوطـــني الذي نباهي به العالم، كسب الأردن الرهان واستحق ان يحصل على ثقة قطاعات واسعة داخل الوطن وخارجه.

اصابني كما أصاب الاخرين انتكاسة مؤلمة لما حدث لنا بعد الأصفار الثـــمانية وعودة المؤشر الى بداية انتشار هذا الوباء الخبيث، نعم نود ان نشكر السائق لانه وضع اجراءات الحكومة تحت المجهر من جديد، وتم إعادة رسم خارطة طريق للخطوات القادمة، أعلمنا الذي نتمنى له ولغيره الشفاء من هذا المرض اين موطن الخلل وكيف نعالجه، اقرت الحكومة بأنه وجد تأخير في اجراءات الحجر على الحدود والان العمل على مدار الساعة خوفا ان يتكرر ما حدث مع السائق، من هنا نحبب ان يؤخذ الجانب الأيجــــــــابي مما حصل مع السائق ونعيد ترتيب الملف الصحي بما يعزز ما وصلنا له من المرحلة الصفرية التي تحدث عنها العالم.

اجهزة الدولة لم تقصر نهايئا وبذلت كل ما تستطيع لنبقى في وضع مريح، لهذا يجب ان ندعم ما تقوم به وان لا نزيد ثقلها ولا نحملها الانتكاسة الأخيرة ونعنف بشكل مؤلم افراد الطواقم الطبية واللوجستية المنتشرة في مناطق المملكة، لنقول لهم بوركت جهودكم وسنبقى نقف الى جانبكم ولن نخذلكم، السائق اخرجنا من المنطقة الأمنة وجعلنا نعيد ونستمر في رصد خــبث ودهاء هذا الفيروس وان نبقى مستعدين لكل ما يستجد وإعادة رسم السياسات الصحية والاقتصادية بما يتلاءم مع كل مرحلة من مراحل انتشار هذا الوباء الفتاك، يتردد بان هذا الوباء قد يستمر لعدة سنوات وهذا يتطلب تظافر الهمم والجهود .

الرأي