كيف تنتهي الأوبئة؟ ومن سينتصر في النهاية؟ المؤرخون يجيبون
12-05-2020 09:24 PM
عمون - يتساءل الملايين في العالم هذه الأيام: متى سينتهي وباء كورونا؟ يجيب عن هذا السؤال المؤرخون الذي يقولون إن الأوبئة المعدية يمكن أن تنتهي بأكثر من طريقة. لكن السؤال الأهم: من سيقرر النهاية؟ ولصالح من ستكون؟
وبحسب المؤرخين، هناك طريقان لانتهاء الأوبئة، الأول طبي، ويحدث عندما تنخفض معدلات الإصابة والوفاة.
والثاني اجتماعي، ويكون عندما يتلاشى "وباء الخوف" من المرض، وفق ما نقلت عنهم صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
ويقول الدكتور جيريمي غرين، مؤرخ الطب في جامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة: "عندما يسأل الناس، متى سينتهي الوباء؟ فإنهم في الحقيقة يسألون عن النهاية من منظور اجتماعي لا طبي".
ويؤيد ذلك ألان براندت، المؤرخ في جامعة هارفارد، إذ يقول إن الشيء نفسه يحدث مع فيروس كورونا حاليا، إذ ينصب الحديث عن نهاية الوباء من خلال المجتمع السياسي وليس استنادا إلى بيانات طبية.
طريق الخوف
اكدت الدكتورة سوزان موراي، من الكلية الملكية للجراحين في دبلن، أن "وباء الخوف يمكن أن ينتشر حتى بدون وجود وباء مرضي"، وروت قصة بهذا الخصوص حدثت في مستشفى ريفي في أيرلندا عام 2014، إبان انتشار وباء إيبولا الذي تسبب بوفاة أكثر من 11 ألف شخص 11000 شخص في غرب أفريقيا.
وقالت: "كان الناس قلقون في الشوارع، وكان السعال أو العطس في القطار يسبب ذعرا للكثيرين، وتم تحذير عمال مستشفى دبلن من الاستعداد للأسوأ مما رفع منسوب الرعب والقلق".
وتضيف: "عندما وصل شاب إلى غرفة الطوارئ من بلد يعاني من مرضى إيبولا، رفض الكثيرون الاقتراب منه، لكني قدمت بعلاجه، وعلى الرغم من ان الرجل لم يكن مصابا بإيبولا، فقد توفي بعد ساعة. بعد ذلك بثلاثة أيام أعلنت منظمة الصحة العالمية انتهاء الوباء".
وخرجت موراي من هذه الحادثة بدرس مهم: "إذا لم نكن مستعدين لمحاربة الخوف والجهل بنفس قدر استعدادنا لمكافحة أي فيروس او وباء، فمن الممكن أن يؤدي الخوف إلى إلحاق ضرر فادح بالناس، لا سيما الضعفاء منهم".
الموت الأسود
ضرب الطاعون مجتمعات عدة على مدار الألفي عام الماضية، وقتل الملايين، لكن الخوف الذي ترافق معه كان مضاعفا، وبعد أن انتقل الوباء للإنسان من الفئران، أصبح ينتقل من إنسان إلى آخر، وانتهى المطاف بالناس بأكل الفئران.
وتحدثت ماري فيسيل، المؤرخة في جامعة جونز هوبكنز: عن ثلاث موجات كبيرة من الطاعون، الأولى في القرون الوسطى، والثانية في القرن الرابع عشر، والثالثة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
وحتى الآن، لم يتضح كيف انتهى وباء الطاعون. بعض العلماء جادلوا في أن الطقس البارد قتل البراغيث التي في الفئران الناقلة للمرض، لكن المرض ظل ينتقل من شخص لآخر.
طرح آخرون فكرة حدوث تغيير لدى الفئران. وقال فريق ثالث إن البكتيريا تطورت لتصبح أقل فتكًا. أو ربما ساعدت الإجراءات التي اتخذها البشر، مثل حرق القرى، في القضاء على الوباء.
لكن الطاعون لم يرحل تماما. ففي الولايات المتحدة تنتشر العدوى بين كلاب البراري في جنوب غربي البلاد، ويمكن أن تنتقل إلى الناس، بحسب ما يؤكد الأطباء. والناس اليوم لم يعودوا يتحدثوا عن الطاعون أو يخافون منه.(سكاي نيوز عربية)