الانتخابات النيابية .. انصار التأجيل لم يستسلموا
فهد الخيطان
03-06-2007 03:00 AM
رغم حماس الاردنيين للمشاركة واقبالهم الكثيف على التسجيلالاقبال الكثيف على مراكز التسجيل للانتخابات البلدية وتثبيت الدائرة الانتخابية استعدادا للانتخابات النيابية دفع بالجهات الرسمية الى تمديد المهلة اكثر من مرة. يؤشر ذلك على رغبة كبيرة لدى الاردنيين للمشاركة في الحياة السياسية واختيار من يقرر مستقبلهم.
ولغاية الان لا نستطيع ان نجزم بان الاقبال الواسع على التسجيل سيترجم باقبال على صناديق الاقتراع. لكن في كلتا الحالتين لا يمكن وصف موقف الاردنيين من المشاركة من حيث المبدأ بانه سلبي كما كان يقول البعض.
صحيح ان قانون الانتخاب الحالي متخلف ولا يليق بالاردن وان قانون البلديات هشّم المجتمع واضعف فرص العمل الجماعي الا ان الناس مصممون على المشاركة تحت اسوأ الظروف.
وسط حالة النهوض الشعبي والاستعداد العالي للسير في عملية التحول الديمقراطي ما زالت قوى الشد العكسي تحاول جاهدة تعطيل ماكنة الانتخابات واثارة الشكوك حول امكانية اجراء الانتخابات النيابية في موعدها هذا العام رغم تصريح جلالة الملك لثلاث مرات متتالية بان الانتخابات النيابية ستجرى قبل نهاية العام الحالي.
القوى التي حاولت الضغط لتأجيل الانتخابات لم تستسلم بعد, رغم الاعلان الملكي وستبقى تحاول حتى اللحظة الاخيرة لتعطيل المسار الدستوري بحجج مختلفة. احيانا يثيرون المخاوف من سيطرة الاسلاميين المطلقة على البرلمان القادم والربط بين فوز حماس في فلسطين الذي تلاشى اثره وبين نشوء وضع مشابه في الاردن متجاهلين عن عمد اختلاف الظروف والوقائع. واحيانا اخرى يتذرعون بالنقمة الشعبية جراء الوضع الاقتصادي للقول بان اصحاب الصوت العالي سيفوزون بالانتخابات. اخر الحجج التي يسوقها دعاة التأجيل هي ايران فمن الان يتوقع هؤلاء ضربة امريكية لايران وعليه سيتم تأجيل الانتخابات بشكل اتوماتيكي.
لم اجد تفسيرا لمغزى الربط بين الحرب على ايران وخيارات المواطن الانتخابية في دائرة بني كنانة او القصر او عجلون اذا كان المقصود ارتفاع حدة الخطاب الانتخابي تجاه السياسة الامريكية فهذا تحصيل حاصل سواء ضربت ايران او لم تضرب, وشهدنا في الانتخابات السابقة فشل مرشحين كثر رغم خطابهم المعادي لامريكا, السياسة الامريكية حاضرة في كل انتخابات تجرى في العالم وفي منطقتنا تحديدا تشكل امريكا المركب الاساس في حياة الناس باعتبارها المسؤولة عما حصل بالشعوب من ويلات, وفي الحملات الانتخابية لا يتردد المرشحون المحسوبون على التيارات المعتدلة في انتقاء السياسة الامريكية. والاهم من ذلك كله ان قائد الانتخاب الحالي لا يترك للمواطن فرص اختيار مرشحه المفضل على اساس سياسي ويضعه في منظومة عشائرية او مناطقية لا يستطيع الفكاك منها بصرف النظر عن الموقف من امريكا وافعالها.
الاردن يعيش وسط اقليم مضطرب واحتمالات الحرب كانت على الدوام اقوى من فرص الاستقرار والاستسلام لحالة الخوف, يعني المجازفة بالمستقبل, افضل خيار للاردن دائما هو الحركة في الداخل ومع الخارج.