ايصال هموم المواطن اسرع واقوى اليوم
اسماعيل الخوالدة
12-05-2020 01:13 PM
سابقاً كانت الصحافة هي الناقل الرسمي لهموم المواطن، على المواطن أن يقدم (الهم) المناسب ويسلمه للصحفي ، يقوم الصحفي بعد ذلك بصياغته حيث يقوم الصحفي بالتعبير عن شكواه بأفصح ما يجود به لسانه ولا بأس أن يزيد على الفصاحة حزناً وغماً وأن يستخدم بعض المؤثرات البلاغية والإنسانية.
يسلم المواطن النص الذي كتب فيه "الهم وفكرته" للمحرر ثم يعود إلى بيته سعيداً، يستيقظ في اليوم التالي يركض إلى أقرب بقالة يشتري الجريدة يبحث سطراً سطراً بحثا عن شكواه ، إذا ما خاب أمله وكثيراً ما يخيب، يستيقظ صباح اليوم التالي في نفس الوقت، يهرع مرة أخرى إلى نفس البقالة لعل عيناه ترى أيضاً شكواه بين سطور الجريدة هكذا تتابع الاستيقاظات على مدى أسبوع أو أسبوعين ثم تأخذ في التباطؤ وأخيرًا يتوقف عن شراء الجريدة، ويكتفي بتصفحها في البقالة فقط. وبعد أيام يتصالح مع همه في انتظار هم جديد. لا يعود هذا إلى سوءنية الجريدة وعدم تعاونها مع المواطن، ولكن يعود إلى أن كل مواطن يعتقد أن همه هو أبو الهموم. لا يدرك أن الهم نوعان: هم بسيط لا يمكن أن تنشره الجريدة وهم أكبر من قدرة الجريدة على نشره.
إذا قارنا بين ما ينشر في الجرائد من شكاوى في ذلك الزمان، وبين ما ينشر اليوم في منصات التواصل الاجتماعي ستكون المقارنة في صالح منصات التواصل الاجتماعي نجد ان للمنصة هيبة وكلمة مسموعة والهموم كلها تفوق قدرة الجريدة على النشر وان كل ما ينشر فيها مثبت بالأدلة ومن السهل أن تميز بين الصحيح والمزيف والمبالغ فيه بل صار لمواقع التواصل صوت مسموع لجميع السلطات وهي المنصة الأقوى للتعبير.
عموما الصحافة الورقية اليوم ففط للوفيات ان لم ينزل تطبيق حديث وقوي للوفيات.