تطبيقات ذكية تتعرض لاستخدامات غبية ، لقد وجدت هذه التقنيات كحلول ووسائل تواصل بين الناس ، وفي ظل ازمة الوباء والحجر ظهرت الحاجة الماسة اليها لغايات متعددة ابتداء من تواصل مجتمعي ،إلى تسير الامور الهامة في مجال العمل عن بعد واتخاذ القرارات ، كل هذا كان استخدامًا ذكيا وفي مكانه الصحيح وظهرت نتائجه الإيجابية.
إجترار ..مقصود ...
اما الاستخدامات الغبية والتى تتسم باجترار الواقع من خلال عقد العديد من اللقاءات و الحوارات من خلال التطبيقات ونشر وبث المحتوي الفارغ عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، ملوثًا للمحتوى من خلال إعادة وتكرار لأحاديث وموضوعات عفا عليها الزمن ولم تثمر ،
قليلة جدا هي المواضيع المطروحة المواكبة لما نعيشه اليوم وقليلة جدا هي الشخصيات الجاذبة لكي نتابعها او نستفيد مما تقول .
إستعراض وتكرار ...
ما المفيد من لقاءات إستعراضية مكررة بنفس الطريقة قبل الجائحة لتكرر الان ، ماذا قدم أصحاب الانجازات شىء جديد سوي تزودينا بارقام المستفدين من خير قدموه لهم واعداد طرود غذائية ، وتذكيرنا ببؤس حياتنا ، ان العزوف الاجتماعي الذي يعشيه الأغلبية العظمى من شبابنا وشابتنا بعدم المشاركة، ما هو الا نتيجة طبيعية لما يقدم من إرهاصات قد ملوا منها ، ولا يوجد فيها اي جديد ، نفس الاشخاص والعبارات والوجوه الرسمية والاقتصادية منذ سنوات طويلة ولا تزال موجودة في حيز الفضاء الذي نتنفسه والحال يزداد سوء .
الجرأة هاجرت قاموس التواصل لانها مطفوسة ، ومكبلة بقسوة ، افواه مكممة لملايين الشباب لا تملك قوتها ، فتخضع دون مقاومة لواقع الحال ، سيطرت قوي العابثين على فضاءات الشباب وبثت لقاءات الوهم من ريادة الاعمال وافكار خلاقة ومشاريع كثيرة ونصائح لا تقدر بثمن ، ولكن الشباب لايملكون الثمن وفي المقابل الشباب من يدفع ثمن الفداء للوطن .
مشاريع واستدامة...
لم نشاهد او نسمع في أي لقاء عن مشروع لدعم الشباب ،أو استثمار طاقاتهم في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة ، كل ما ظهر لنا لغاية الان نصائح وارشادات وتحفيز وتخدير وكثير كثير...
هل هناك فرصة حقيقية لدعم الشباب بتغير واقع حالهم من مستهلكين لمنتجين ، هل كان بالامكان للخبراء فتح مصنع لتشغيلهم، او لأصحاب الأموال دعم أفكارهم ولو بالقليل وبدون دراسة للجدوى الاقتصادية باللغة الإنكليزية.
التعاطي ووهم الحضور ...
تعاطي المنشطات الإلكترونية من خلال ابقاء الشباب في حالة الوهم ، بأنهم ذو أهمية بلقاءات للحديث عن انفسهم ومشاركتهم ، ليتهافت كل واحد منهم على المشاركة بلقاء مسؤول عبر الزوم ، ويشعر بنشوة الحضور الاجتماعي ، ثم ينتهي الامر بعمل بوست على صفحته الشخصية وينتظر اللايكات والتعليقات ، ثم يستفيق من حلمه عندما يضع يده في جيبه فيجدها فارغة.
لقاءات طموحة...
كلنا يحتاج للآخر ،ولا يمكننا إنكار أهمية المساعدة مهمًا قلت ، فلتكن وقفتنا وتكاتفنا حقيقيًا ، شبابنا يحتاج منا أفعالًا لا اقوال ولا يحتاج طعامًا ينفذ ، نحتاج قوة وإرادة للتحول بشمولية لمجتمع منتج ، وطن التكافل والصدق ، وطن يؤمن بالله وقيادته الحكيمة ، حمى الله الاردن وأهله وعاش الشباب.