حتى لا يتسلل الإحباط إلى النفوسمحمد الطراونة
10-05-2020 11:29 PM
لم يكن يتوقع أحد أن العالم سيقف عاجزا أمام اقتحام وهجوم فيروس لا يرى بالعين المجردة، ويذهل البشرية ولا أحد يعرف كيف بدأ والى أين سينتهي، وهنا في الأردن داهمنا هذا الوباء اللعين، ودخل الى عقر دارنا من خارج حدود الوطن، وبطرق مختلفة اما من مصاب قدم إلينا في لحظة كان يحمل المرض أو من مخالط لحالة قادمة من الخارج ،وعلى أية حال وبغض النظر عن الطريقة التي داهمنا فيها الفيروس، ورغم أن الأمر مفاجئ ولا سوابق له على أرض بلدنا الغالي، الا ان جهودا وطنية مخلصة بذلت بشكل احترافي واستثنائي في الوقت قياسي لمواجهة هذا الوباء ومنع انتشاره وتكاملت الجهود واتحدت في مشهد وطني تمثل بوجود خلية للازمة أدارت الملف بكل كفاءة واقتدار وعلمية، فتكاتف الجهد الإعلامي مع العسكري والأمني والطبي والتطوعي، واجتمعت إدارة الدولة في نقطة واحدة في المركز الوطني للامن وإدارة الأزمات، للحيلولة دون تشعب الجهود وتبعثرها، والوقوف في وجه الإشاعة ومروجيها ومحاصرتها، من خلال توفير المعلومة الدقيقة في الوقت المناسب، ونجحت هذه الجهود في تحقيق هدفها المنشود بمحاصرة انتشار هذا الوباء اللعين، وجاء التجاوب والتعاون من المواطنين واتباع التعليمات التي تصدرها الجهات المعنية، ونجحت مظاهر فرض حظر التجول الشامل والجزئي في تجنب انتشار الفيروس ،وتجاوز الوطن مرحلة الاستجابة الى مرحلة التعافي، لكن في لحظة غفلة عاد الخطر ليداهمنا من جديد وهو أمر اعتبرته الحكومة انتكاسة، لكن لا يجب الاستسلام لها وعلينا مواجهتها، من خلال إجراءات حازمة من الدولة وتعاون ضروري من المواطنين، لكن المطمئن في هذه الحاله ان الامر محصور بمناطق محددة على الحدود ومن السهولة بمكان السيطرة عليها، والحمد لله لم يكن الأمر انتشارا جديدا ويجب الاعتراف ان تصرفات غير مسؤولة من بعض المواطنين وتهاون في تطبيق الإجراءات الحاسمة من بعض المسؤولين خرب علينا فرحة الإنجاز وأضاع وهدر جهد الدولة والمواطنين في التصدي بكل قوة لهذا الوباء، لكن علينا أن لا نصاب بالإحباط والتشاؤم وأن لا تنتقص من جهود بذلتها الدولة وتحمل المواطنون قساوتها على مدى خمسين يوما وجاءت بنتائج مبشرة ،وعلينا أن نواصل بنفس الهمة والعزيمة التي بداناها لان المعركة ما زالت مستمرة لكنها أصبحت محددة واضحة المعالم، في حين تشهد بلدان اقوى منا في إمكاناتها المادية والتقنية انتشارا واسعا وفقدت السيطرة عليه، ونحن في الأردن وبفضل الله ثم بسواعد أبناء الوطن وتكاتف الجهود الوطنية تمكنا من منع انتشار هذا الوباء حين وضعت الدولة وبتوجيهات ملكية سامية مصلحة وصحة المواطن وسلامة الوطن فوق كل اعتبار ،علينا أن نبني على ما تم انجازه وأن لا يتسلل الاحباط إلى نفوسنا وأن لا تفتر العزائم والهمم لمواجهة هذا الوباء، وأن حصل تقصير هنا أو هناك لكن المحصلة النهائية هي التمكن من محاصرة انتشار هذا الوباء، تمهيدا للوصول إلى مرحلة التعافي بشكل كامل بعون الله وتوفيقه. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة