يقول علماء النفس أن لدى الدماغ البشري القدرة على تخزين ملفات الحزن والفرح ، حتى إذا صادف المرء موقف ما استدعى هذه الملفات ، فإما أن يفرح أو يحزن ، بغض النظر عن طبيعة الموقف سواء كان مفرحا أو محزنا،.
وبتطبيق هذه الرؤية عما يُقال من كشرتنا ونكدنا في هذه البلاد ، يمكن لنا أن نفسر لماذا نميل إلى الحزن ، ذلك أننا كما يبدو نعاني من وفرة هذه الملفات ، ففور أن نواجه بموقف ما تنهال على رؤوسنا ، فتمنعنا من الفرح والتمتع بالحياة ، ومنا من تغلب على هذه المشكلة فوضع على ملفات الحزن والهم والغم رباطا شديد البأس ، يمنعها من الانهيال والانثيال،.
الباحثون المختصون في هذا الفن يرون أنه يمكن زيادة الشعور بالسعادة عبر عدد من "الألاعيب" الذاتية عبر..
- يمكن تحقيق زيادة قصيرة المدى في السعادة من خلال التفكير في الأحداث السارة التي مرت بنا ، ويمكن زيادة معدلات حدوث الأنشطة السارة الايجابية من خلال الأحداث التي تكون أكثر جلبا للسرور وزيادة معدلات حدوثها،.
- العلاقات الجيدة من أهم مصادر السعادة.. كأن يكون الفرد متزوجا زيجة سعيدة وله أصدقاء وعلاقته جيدة بأفراد الأسرة والأقارب وزملاء العمل والجيران وربما يحتاج لتحقيق ذلك إلى تدريب على المهارات الاجتماعية ، وإصلاح ما هو "معطوب" منها،.
- أن يصبح المرء غنيا له تأثير ضئيل على السعادة ويعود هذا التأثير أساسا إلى عقد مقارنات مع الآخرين أو مع ما كان عليه الفرد في الماضي ، كأن يقارن وضعه مع من هم أدنى منه ، وأن يستذكر أيام الجوع وشظف العيش والفاقة والحاجة،.
- العمل ونشاط وقت الفراغ اللذان يحققان إشباعا نفسيا وجسديا ، مصدران رئيسان للسعادة إذ يوفران شعورا بالرضا الذاتي من خلال الاستخدام الناجح للمهارات وإنجاز الأعمال وصحبة الآخرين وتنظيم الوقت والشعور بالهوية والانتماء ، وتؤدى الرياضة (المشي مثلا) إلى تحسين الصحة البدنية والصحة النفسية وكذلك الأجازات والأشكال الأخرى من الاسترخاء،.
- يمكن تخفيف الاكتئاب بطرق علاجية مختلفة مصممة لتجعل الناس ينظرون نظرة أكثر ايجابية للأمور ويقيمون أنفسهم على نحو أفضل دون انتقاص ، ويحددون لأنفسهم أهدافا أكثر قابلية للتحقيق.. ويتخلون عن المعتقدات الخاطئة التي تؤدي إلى التعاسة،.
ليس صحيحا أن السعادة مجرد حظ ، بل مهارة يمكن اكتسابها وصناعتها ، بقليل من الإرادة ومراجعة النفس بين الحين والآخر،.
الدستور
hilmias@gmail.com