التعلم عن بعد في زمن كورونا .. مرغوب!
شفيق عبيدات
10-05-2020 02:56 PM
كلنا في الاردن من مسؤولين عن التعليم ومعلمين واولياء امور وطلبة فرحنا بالتعليم عن بعد وايدناه لأنه السبيل الوحيد في هذه الظروف لإنقاذ طلبتنا وتعطلهم عن مدارسهم بعد اغلاقها بسبب وباء كورونا وبموجب اوامر الدفاع التي فرضتها الحكومة خوفا من تفشي المرض .
في زمن كورون لا نريد لطلبتنا في الجامعات والمدارس انتظار مدة طويلة للالتحاق بجامعاتهم او مدارسهم ولا نريد ان نعمل كما فعلت بعض الدول العربية بإصدار قرارات ترفيع الطلبة تلقائيا الى الصفوف الاعلى دون ان يتقدموا للاختبارات والامتحانات واستخراج نتائج النجاح او الرسوب او الاكمال .. بل تريد الدولة الاردنية ان تحافظ على مستوى التعليم بالأردن الذي كان من افضل مستويات التعليم في وطننا العربي
لقد مجدنا التعليم عن بعد في زمن كورونا , الا ان المسؤولين عن التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي , ومجلس التعليم العالي في الاوقات العادية وضعوا عقوبات في قانون التعليم وفي نظام معادلة الشهادات للطلبة في المستوي الجامعي الاول وعلى مستوى الشهادات العليا ( الماجستير والدكتوراه ) ولم يعترفوا بشهادات الطلبة الاردنيين الذين يدرسون في جامعات عربية عن طريق التعليم عن بعد , سواء اكان ذلك عن طريق الانتساب في زمن لم يكن فيه وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت كما هو الان , وهذا بشكل خاص في فترة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ... فكانت دراسة الطلبة الاردنيين آنذاك بهذا الاسلوب , تعتبر مثلبة ومشكوك فيها , بالنسبة لصاحب القرار على الرغم ان الطلبة الاردنيين كان اغلبهم موظفين ولا يوجد جامعات اردنية في تلك الفترة المذكورة الا جامعة واحدة او جامعتين فقط وليس لدى هاتين الجامعتين برامج دراسية تحقق طموح الموظفين الاردنيين في تحسين مستواهم التعليم الجامعي وغالبيتهم من حملة التوجيهي , وبدلا من تقديم الدعم لهم كان التعليم العالي يعاقبهم ويرفض معادلة شهاداتهم والانتقاص من اهمية شهاداتهم ومن الجامعات التي كانوا يدرسون فيها بأسلوب التعليم عن بعد على الرغم من انهم كانوا يدرسون على نفقتهم الخاصة .
فالتعليم عن بعد يفترض ان يعترف به سواء في ظروف استثنائية او في ظروف عادية وخاصة لطلبة الماجستير والدكتوران, لان هذا المستوى من التعليم لا يتطلب الالتحاق بالجامعة ولا على مقاعد الدراسة ,فاغلب الجامعات العربية والاجنبية لديها انظمة تتعامل مع مستوى التعليم لهؤلاء الطلبة عن طريق تعيين مشرف على رسالة الماجستير او الدكتوراه وتكون علاقة الطالب في النهاية مع الدكتور المشرف الذي يراقب ويعلم الطالب ويتابعه بشكل دقيق حتى يستكمل مراحل كتابته لرسالة الماجستير والدكتوراه , وبعد ان ينهي الطالب المدة الزمنية المقررة للانتهاء من رسالته العلمية , فتتم مناقشتها بعد موافقة الاستاذ المشرف من قبل هيئة اساتذة متخصصين في بحث الطالب العالمي ومنحه الدرجة العلمية التي يستحقها فكيف كان يعامل هؤلاء الطلبة الاردنيين من قبل التعليم العالي ومجلس التعليم العالي بعدم الاعتراف بهذه الشهادة , ووضع مجلس التعليم العالي خطوات من اجل الاعتراف بمثل هذه الشهادة من اهمها ضرورة التحاق الطالب في الجامعة العربية او الاجنبية التي يلتحق بها والإقامة تلثي المدة الدراسية في بلد الجامعة حتى يتم الاعتراف بالشهادة وتتم معادلتها .
ان الذين شاركوا في وضع العقوبات على الطلبة الاردنيين الذين ضحوا وانفقوا الاموال من اجل حصولهم على الشهادات الجامعية العليا من اجل تحسين مستواهم العلمي والاكاديمي خدمة لوطنهم ..هم من المسؤولين بعضهم رؤساء وزارات او من وزراء تسلموا مناصب عليا في التربية والتعليم و التعليم العالي واغلبهم كان يحمل درجة علمية عالية في مستوى الدكتوراه من جامعات عربية واجنبية وكانوا يدرسون بطريق التعلم عن بعد , فأي تناقض هذا فالمسؤول الذي عاقب الاردنيين ممن حصلوا على درجة علمية هو نفسه الذي حصل على نفس الدرجة العلمية بنفس الاسلوب ونفس الطريقة .