السيمفونية الأردنية التي أذهلت العالم !
د. كاترينا ابو فارس
10-05-2020 01:27 PM
منذ أن اجتاح العالم وباء «الكورونا» أواخر العام الماضي، بدءا من «ووهان» وصولا الى مختلف بقاع الكرة الأرضية، اصطف بلدنا الأردن الرسمي والشعبي ليشكل حالة من التكاتف والاندماج العضوي في مواجهة الخطر الداهم الذي يتهدد الوطن بصحة شعبه وبنيانه الشامخ، الذي شيد بالجد والسهر والعرق.
كانت الاستجابة الأولى من قبل القيادة ممثلة بجلالة الملك الذي ارتدى (الفوتيك) لباس الجندية الأقرب الى قلبه، وتحول الملك الى جندي «والرائد الذي لا يكذب أهله» الذين التفوا حوله بالفطرة، كما هي عادتهم وديدنهم وتاريخهم على مدى قرن من عمر الدولة الأردنية المعاصرة..
إنها الظاهرة الأردنية بامتياز! فمنذ بداية الأزمة كانت التوجيهات الملكية السامية بإعادة أبنائنا وبناتنا من بؤرة الخطر في الصين ومن بقاع العالم الأخرى ليتم إيواؤهم في الفنادق معززين مكرمين، في عملية اخلاء واحتواء اذهلت العالم، وأصبحت أنموذجا لدولة تحترم كرامة وإنسانية مواطنها، ولا تتخلى عنه في كل الظروف والأوقات، انسجاما مع «انسنة الحكم» التي تميز بها الهاشميون على مر التاريخ.
على الصعيدين الإداري والفني في مواجهة الوباء،قدم القطاع الصحي عموما، وخاصة القطاع العام (هذا القطاع الوطني والحيوي الذي يحتاج الى مزيد من الرعاية والدعم في قادم الأيام والسنين)، أنموذجا في التضحية والعطاء الذي لا يعرف الحدود، وشكل خط الدفاع الأول لحماية الصحة العمومية لشعبنا، اما مؤسساتنا الرسمية، وفي المقدمة منها، قواتنا المسلحة الباسلة وأجهزتنا الأمنية بكافة تشكيلاتها، فقد كانت الدرع والحامي الموثوق لامن واستقرار الوطن ومنجزاته ومؤسساته، فوصلوا الليل بالنهار من اجل هذه الأهداف النبيلة.
لقد نجح الاردن بامتياز في مواجهة هذا التحدي الكبير الذي فشلت في تجاوزه دول متقدمة ذات إمكانات هائلة.
وأصبحت تجربتنا الأردنية حالة متميزة تتداولها كبرى وسائل الإعلام العالمية.
انها ببساطة قصة حب ووفاء متبادل بين ملك وشعب، وهو «اللغز الأردني»، الذي يشار له بالبنان، او -ان شئتم- السيمفونية الأردنية الجميلة التي عزفتها «اوركسترا» مؤسسات الدولة الأردنية جميعها، بقيادة «المايسترو» الفذ جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه.
- رئيسة الجمعية الأردنية للتثقيف الصحي
الدستور