يكثر النقد هذه الأيام، وتعج رسائل الواتس اب ووسائل الإتصال الإجتماعي بالكثير من المقالات والمقاطع، وكلها ضرب تحت الحزام، إتهامات بالفساد لا تبقي ولا تذر، كشف المستور، قصص فساد بعضها صحيح وبعضها من قصص ألف ليله وليله، وأشفق على حال المواطن الأردني في ظل شيطنة كل شيء، وقصور الإعلام الرسمي المقنع بدحض كل ما يشاع، وترك المواطن البسيط فريسة لدهاقنة الفتن والخراب، فلا يجوز أن يمثل المواطن دور الموالاة في العلن، وفي السر تراوده نفسه أن يكفر بكل شيء ، لكثرة القصص والضغوط التي يتعرض لها، في ظل إجراءات حكومية لم تكن حنونة معه سابقا ً ولا تراعي ظرفه حاليا، ولكنه يبقى أصيلا مؤمنا بوطنه يحب الأردن، ويكتم وجعه حتى عن أبناءه…
هذه الاجواء المشحونة، والإشاعات والإتهامات بين المحكوم والحاكم وبكل المستويات والتي تغذيها جهات داخلية وخارجية لمصالحها، يجب أن تنتهي، ولن تنتهي إلا إذا تصالحنا مع أنفسنا وبلدنا، واعترفنا حكومة وحاكم ومحكوم أن قدرنا هو وطننا، فإن كبر كبرنا به، وإن انتكس لا سمح الله إنتكسنا معه، والكورونا علمتنا أقوى درس يمكن أن نتعلمه، ألأغنياء أصحاب المال والثروات الطائلة حلالاً كانت أم حراماً، لا يستطيعون مغادرة البلد، وليس لهم ملاذاً آمناً غير أوطانهم، كان التفكير الجمعي أيام زمان يقول سواء من العامة أو أصحاب الثروات، أن هذه الفئة عند أي أزمة يحملون حقائب سفرهم ويغادرون حيث قصورهم في بلاد الله الواسعة وأن الوطن لا يعدوا أن يكون عندهم بقرة حلوب وحقيبة سفر، في أول أزمة يتركونه لقدره ويمضون بما نهبوا أو سرقوا أو جنو حلالاً، هذه الجائحة يجب أن تغير تفكيرهم وتفكير الناس، ألمال ليس كل شيء ، وجمعه بتوحش إثمٌ عظيم، كم سيلزمك من المال في حياتك؟ أيا كان، فلن يكون مليارات وملايين، وأيا كان ففي وضع كالذي نعيشه لن تفيدك بشيء، يجب أن يتوقف جشع جمع المال، وأن نلتفت لحاجات الناس، ونبذل لإسعادهم، ولن يحدث هذا إلا إذا تصالحنا جميعا مع أنفسنا، ومع بعضنا حاكما ومحكوماً، وأن تعود حبال الود والمحبة بين الناس، نريد وطنا يتسع لنا جميعا، ليس لنا به حاجة لنهمس ونلمز بيننا، ونتداول قصص لها بداية وليس لها نهاية، وأن نغلق كل أبواب من يريدون بهذا البلد ونظامه الشر، ينقصنا فعلا أن نتصالح بيننا على الحب، وأن ندرك أننا لبعض ومن بعض، وأن الأردن وطن الجميع، لا أبالغ ولا أُنَظِر، الموضوع معقد جدا صحيح… !، لكن من السهل فك كل طلاسمه إذا تصالحنا، ووضعنا مصلحة الوطن أساسا لسلوكنا، وهذا ليس مطلوبا من الحاكم فقط، بل من المحكوم، يجب أن نتعلم من درس الكورونا ما لم نتعلمه من قبل… .حمى الله الأردن.