نتقدم من جميع أشقائنا في الخليج العربي بتحية التقدير والإحترام سائلين الله العلي القدير لهم النجاة من كل شر , وبعد:
تعلمون أيها الأشقاء الأعزاء علم اليقين , أن المملكة الأردنية الهاشمية ومنذ نشأتها وحتى يومنا هذا, لم تغلق أبوابها في وجه عربي أو مسلم قط , ولم تطلب يوما من أحد مغادرة أراضيها لأي سبب أو مبرر كان .
وتعلمون أيها الأشقاء أن مملكتنا تحملت في المقابل ما لم تتحمله دولة على وجه الأرض , فقد إستقبلت وما زالت ملايين اللاجئين العرب ووفرت لهم سبل العيش الكريم نيابة عنكم وعن سائر دول الأرض برغم شح مواردها .
واليوم وحيث تجتاح العالم جائحة خطيرة يحاول الأردن تخطيها بكل إمكاناته المحدودة التي لا تخفى على أحد منكم , ننتظر منكم مواصلة إكرام الأردنيين العاملين في بلدانكم الشقيقة ومعاملتهم معاملة مواطنيكم وعدم التعرض لأي منهم تحت وطأة الجائحة بأي أسلوب أو قرار قد يضطرهم للعودة إلى الأردن الذي يكافح شعبا وحكومة وجيشا وأمنا وفرقا طبية على أكثر من جبهة , ولا تسمح إمكاناته بإستقبال موجات كبيرة من أبنائه العاملين في رحاب أوطانكم العزيزة التي يرون في كل منها وطنهم الثاني بحق لا إدعاء لا سمح الله .
الأردن لم ولن يطلب من عربي شقيق مغادرة أراضيه ولم يتخذ يوما قرارا قد يضطر شقيقا عربيا للمغادرة أبدا , وهو نهج ندرك تماما أنه نهجكم الكريم أيضا , ونحن واثقون من ذلك تماما , لكننا نكتب هذا من باب " ليطمئن قلبي " لا أكثر ولا أقل .
ختاما , نحن وإياكم جميعا في مركب واحد وفي الهم شرق , وإن لم نتعاون في زمن شدة كما هو اليوم فمتى نتعاون إذا ! . بارك الله لكم وعليكم وجنبنا وإياكم كل شر بإذن الله جلت قدرته , وهي شدة وتزول قريبا بعونه تعالى . وهو سبحانه من وراء قصدي .