في إحدى قصصه الساخرة الرائعة يصف الكاتب العالمي الساخر عزيز نيسين الوضع المأساوي الذي وقع فيه البطل حينما سكن بيتا يقع تماما على الحد الفاصل بين سلطتين مختلفتين، لذلك كان اللص يدخل ويخرج بعد ان يحصل على ما يريد وينام أحيانا، دون ان تستجيب الجهات الأمنية لنداءات صاحب البيت، إذ كل مخفر يدعي – وربما يكون على حق- بأن هذا البيت يتبع إلى سلطة الإدارة الأخرى.
قرأت هذه القصة قبل سنوات عديدة.... ... وقد تكون بعض التفاصيل مختلفة عما ذكرت، لكن الفكرة هي ذاتها خص نص كان بطل نيسين فردا يعيش مأساة في منزل صغير يقع على الخط الفاصل بين إدارتين.. كان البيت مستأجرا، ويستطيع الرجل ان يستغني عن التعب وهم البال بترك البيت واستئجار بيت آخر لا يجرؤ اللصوص على دخوله..
لكن ماذا نفعل نحن الذين نعيش في أوطاننا وبيوتنا التي لا نستغني عنها وليس لدينا غيرها، لكننا نعيش محشورين بين عصرين وزمنين مختلفين، كل زمن يعلن عدم مسؤوليته عن حالنا الذي لا نحسد عليه، إذ بينما يتنافس الفاسدون المفسدون على فرم لحومنا وفصفصة عظامنا.
المشكلة أنه عند ارتكاب مخالفة ما، فإن المخفرين سوف يتناوبان ولا يتخليان عن مسؤوليتاهما قط، وتنال العقاب مدوبللا.
لا يتركون لنا حتى مجرد التمتع بفكرة ان تعيش في الوسط المحايد.... ويتركونك تشعر بالحياد التام وانعدام الوزن في منطقة تنقلب فيها جميع قوانين الفيزياء رأسا على (كعب). لا لا لا........ انعدام الوزن لك ان تتمتع به حينما تنسرق أغنامك.
وتلولحي يا دالية
الدستور