تعلمنا من كتب التاريخ وعبقريات الفلاسفة بأن القادة الأكثر ندرة هم القادة المتميزون الذين لا يصنعون الواقع فقط بل يقرؤون المستقبل ، وأحداثه ، للغوص في مكنوناته وتسخيرها لخدمة الشعوب ، مع اشراقة كل صباح من صباحات الوطن ، ومع كل نشاط من نشاطات الملك التي يقوم بها على الصعيد الداخلي او خارج حدود الوطن ، او في كل كلمة يصرح بها ويصارح فيها شعبه الوفي او اصحاب الفكر والساسة داخل حدود الوطن اوخارجه ، المتابع لنشاطات الملك لا يحتاج الى مزيد من الجهد ليلمس ويرى على ارض الواقع مدرسة الملك عبد الله الثاني بن الحسين في القيادة والسياسة والتنمية والتميز والإبداع وعشق المستقبل ، فهي قيادة تنطلق من مفهوم إنساني واجتماعي خارج نطاق التنظير ، قيادة ومواقف وممارسة يومية ومتابعة ميدانية بعيدة عن الكتب والنظريات والخطب والوعود الخيالية .

مشاهد كثيرة تتكرر بشكل يومي وتحمل في طياتها ومضامينها دروس وعبر للمسؤولين وصناع القرار في هذا الوطن في مختلف مواقعهم ، فالزيارات المفاجئة التي يقوم بها جلالة الملك الى الوزارات والدوائر والمؤسسات تقدم لكل مسؤول في هذا الوطن رسالة بان يتق الله في هذا الوطن ، وان يتابع ادارة مؤسسته التي يديرها وان يكون مثالا في الاخلاص والنزاهة في العمل ، ولعلنا نتذكر زيارة جلالنه متخفيا في مناسبة عيد الاستقلال الى دائرة شؤون المرضى التابعة لوزارة الصحة والواقعة في منطقة الشميساني جبل الحسين. لمتابعة احتياحات شعبة والخدمات التي تقدم لهم ، ويستمع منهم ويرى ويتابع على ارض الواقع احتياجات المواطنين ، هذه الزيارة تحمل معنى انساني كبير وتؤكد لمن يجلسون وتربعون على كراسيهم الوثيرة ان التقارير المزركشة والمنمفة التي تصلهم من الدوائر التي تتبع لهم لا تكفي ، اخرجوا من مكاتبكم ولا تنتظروا مدير يخشى على منصبه من ذكر الحقيقة ، شاهدوا وتابعوا باعينكم احتياجات المواطنين ، نلمس ونستنتج من زبارة " سيدنا " الى دائرة شؤون المرضى ان العمل الميداني هو اساس النجاح ، وان المواطن هو اقرب اقرب الناس الى فكره ووجدانه ، وان تحسين وتقديم الخدمات للمواطنين والتخفيف عليهم وتوفيرها لهم هي التي تشغل فكره وطموحه ، هذه المدرسة التي نتفيء نعيمها ونلمس مدى تحقيقها للانجازات الكبيرة ،مدرسة حولت الاردن من دولة تابعه كانت تتلقى الوصفات الجاهزة من المنظمات الدولية الى دولة شريك في القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتنموي . فالأحداث والمواقف والانجازات تتحدث عن نفسها ، فما بين أطلاق المبادرات الداعية إلى تحسين الظروف المعيشية والخدماتية في المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية وتلبية الاستحقاقات الدستورية والمتابعة في كل ميادين العمل والبناء وحفظ وحماية الحرية الفكرية والصحفية ، وكل الخطوات التي نخطوها بقيادة جلالته إلى الأمام هي خطوات مدروسة مبرمجه ومتفاعلة وتنطلق من حاجات المجتمع الأساسية ، فيرى جلالته في كل قرية ومدينة على امتداد أردننا العزيز كنوز الأردن وموارده البشرية المعطاءه ، نجد الخير والاكتفاء والنماء ونجدد الاعتماد على النفس .

وبعد ،،، هذا هو طريقنا إلى المستقبل ، فصناعة التنمية وتوطين التكنولوجيا وعشق الوطن وصنع المستقبل ومواكبة الاختراعات الحضارية العالمية والتقدم العلمي مهمة لا تنتهي ، جلالته يمهد لنا طريق التنمية والعطاء والإبداع ونتابع الطريق نفسه ، لن تخدعنا الشعارات البراقة ، والحناجر الجائعة ، سنبقى الجنود الأوفياء في ميادين العز والرجولة، نجاحنا للتحديات سيكون على ارض الواقع ، في تبني الأفكار العظيمة القادرة على صناعة المشاريع التنموية العظيمة والاستثمار في فكر المواطن المتميز ، انه ثمرة فكر ومتابعة مدرسة الملك عبد الله في التنمية وديمومة العطاء والبناء والتطور والتقدم العلمي في مجالات العلم كافة .

احلى الكلام ، كل عام وانت بخير سيدنا ، فكر جلالتكم التنموي والانساني، خطة طريقنا للمستقبل ، مدرسة ميدانية ، متابعة ، مفاجئة ، تشجع الاعتماد على النفس ، ما بدنا اجميلة حدا ، عشق المستقبل ، قهر المسحيل ، تواكب العالم المتحضر " مدرسة شعارها العمل والفكر والالتزام والانجاز والابداع ، لان زمن المتفلسفين والمنظرين ، والمنادين بحشو العقول بالمعلومات زمن ولى .

Ohok1960@yahoo.com

اكاديمي – تخصص علم اجتماع - جامعة البلقاء التطبيقية