كم حضنا يحتاج طفلك يوميا؟
09-05-2020 01:38 PM
عمون - في دُور الأيتام بأوروبا الشرقية، نادرا ما يتم التعامل مع الرضع أو لمسهم، فهم يقضون 22 إلى 23 ساعة يوميا في أسرّتهم، ويتم استخدام الزجاجات التي تقوم بالتنقيط لإطعامهم، ويتم العناية بهم بشكل روتيني بأقل قدر من التفاعل البشري. غالبا ما يواجه هؤلاء الأطفال العديد من المشكلات بما في ذلك ضعف النمو المعرفي وتأخر تنمية المهارات الحركية.
وكشف الباحثون من قسم علم النفس بجامعة ويسكونسن ماديسون بالولايات المتحدة، في دراسة أجريت عام 2012، أن هؤلاء الأطفال إذا تلقوا 20 دقيقة من التحفيز من خلال التلامس يوميا لمدة 10 أسابيع، فإنهم يحصلون على مستويات أعلى في التقييمات الخاصة بالنمو.
ووجدوا أيضا أنه ليست كل أنواع اللمس مفيدة، بل فقط لمسة الحنان والرعاية مثل العناق اللطيف هي التي يمكن أن توفر نوعا من التحفيز الإيجابي الذي يحتاجه الدماغ لينمو بشكل صحي.
كم عناقا يحتاج الطفل؟
يحتاج الطفل لأكبر عدد ممكن من العناق اليومي، ووفقا للمؤلفة والطبيبة النفسية فيرجينيا ساتير "نحن بحاجة إلى أربعة عناقات في اليوم من أجل البقاء، وإلى ثمانية يوميا من أجل إصلاح ما تم إفساده، وإلى 12 عناقا يوميا كي ننمو".
وتقول الكاتبة جوستينا جوه على موقع مايند تشامب إن الأطفال ينمون كل يوم، لذا يجب أن تعانقهم 12 مرة على الأقل في اليوم. هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها إضافة هذه اللحظات الجميلة إلى روتينك اليومي.
العناق هو كل ما تحتاجه لتحفيز نمو طفلك من خلال التفاعلات البيوكيميائية والفسيولوجية في الجسم لتعزيز الصحة وتهدئة الجهاز العصبي وتحفيز المشاعر الإيجابية.
تقول هولي هومر صاحبة مدونة "كيدز أكتفيتي" إن لديها هدفا يوميا يتمثل في عناق كل طفل من أبنائها الثلاثة 17 مرة، لا يوجد سبب بحثي وراء هذا الرقم، ولكنه أصبح جزءا من تقاليد العائلة. إنه أول شيء يتم في الصباح وآخر شيء قبل النوم، حتى أصبح الأطفال يشعرون بعدم الإنصاف إذا تلقوا 16 عناقا فقط بدلا من 17.
وتقول إن الأولاد عندما كانوا صغارا، كان الوصول إلى هذا الهدف سهلا للغاية، ولكن مع تقدمهم في السن، أصبح الأمر أكثر صعوبة. أحيانا يقاومون العناق ولكنهم يعرفون أنني سأطاردهم داخل المنزل، وهذا يجعلنا نضحك بشكل هستيري حتى ننتهي. تقول هومر "حتى العناق الفاتر أفضل من عدم العناق".
وفقا لموقع "بيرنتينغ فور برين"، فإنه يمكن لعناق مدته 20 ثانية أن يساعد طفلك على النمو بشكل أكثر ذكاء وصحة وسعادة وأكثر مرونة وقربا من الوالدين. يحتاج الطفل الصغير إلى الكثير من التحفيز الحسي المختلف للنمو الطبيعي، ويعد التلامس الجسدي -مثل العناق- من أهم المحفزات اللازمة لنمو دماغ سليم وجسم قوي.
النمو البدني
كما وجد الأطباء أن بعض الأطفال عندما يحرمون من الاتصال الجسدي، فإن أجسادهم تتوقف عن النمو على الرغم من تناول المغذيات بشكل طبيعي. تسمى هذه الحالة "الفشل في النمو"، وهو نوع من قصور النمو الذي يمكن علاجه بمنح الأطفال اللمسات الحانية والكثير من العناق.
ووفقا للطبيبة النفسية إيميلي مود -على موقع نيوز روم- فإن من أسباب ارتباط المعانقة بالنمو البدني هو أنه يؤدي إلى إطلاق الأوكسيتوسين، المعروف أيضا باسم هرمون الحب، والذي يحتوي على العديد من التأثيرات المهمة على أجسامنا، أحدها هو تحفيز النمو.
يؤدي المستوى المتزايد من الأوكسيتوسين إلى تقوية جهاز المناعة وخفض مستويات البلازما من هرمونات الغدة الدرقية، مما يتسبب في التئام الجروح بشكل أسرع.
والعناق مفيد أيضا لصحة الطفل العاطفية، إذ لا شيء يمكن أن يهدئ الطفل الذي يبدأ نوبة غضب أسرع من عناق كبير من الوالدين.
وتوضح إيميلي مود أنه عند ترك الطفل الصغير -الذي لا يستطيع التحكم في عواطفه- يصرخ بغضب دون تدخل لفترة طويلة من الزمن، في هذه الحالة يزيد لديه هرمون الإجهاد الذي يؤثر على صحته جسديا وذهنيا.
كما تظهر الدراسات أن التعرض المفرط لهرمون الإجهاد يمكن أن يضر بالجهاز المناعي للطفل، كما يؤثر الإجهاد المفرط على الذاكرة وقدرات التفكير اللفظي في وقت لاحق من الحياة، ويمكن أن يؤدي أيضا إلى الاكتئاب في الكبر.
أما العناق فيطلق هرمون الأوكسيتوسين لخفض مستوى هرمون الإجهاد ومنع الآثار الضارة.
ووفقا لـ"مود" فإن سياسة العناق في المنزل قد تتغير مع تقدم الأطفال في العمر، ولكن بغض النظر عن ذلك، فإنه يجب إخبارهم بأنك موجود من أجلهم، دون قيد أو شرط، وهذا أمر أساسي للنمو.(وكالات)