عولمة هذا الزمن الأغبر تكيل بمكيالين. شريرة هذه "العولمة" لأنها محتكرة من النظام الرأسمالي، مجندة لصالحه. فقراء العالم غير معنية بهم. هم في نظرها فقراء لعجزهم عن المنافسة!
من هنا حين دعا جلالة الملك عبدالله الثاني إلى ضرورة" تفكيكها" أو "فكفكتها" كان محقا، فهو ينظر بحكمته إلى جانبها المفيد، الجانب الإيجابي.
في مقال له منشور في إحدى كبريات الصحف الأمريكية، دعا جلالته إلى إيجاد منظومة للسلام في العالم قادرة على وضع ميزان للعدالة الإنسانية. يوفر للبشرية جمعاء الحياة الهانئة المستقرة.
إن معضلات الإنسانية في عصر العولمة وبخاصة في أيامنا هذه حيث تغزونا جائحة الكوروناً تتطلب من قادة العالم جميعهم مهما اختلفت انتماءاتهم كشف الخلل ووضع الحلول للمعالجة. "العولمة" الحالية تبرر الحروب القذرة التي تحصد أرواح ملايين البشر من أجل الإبقاء على الهيمنة الإمبريالية التي لا ترحم.
حين قال كارل ماركس" إن الإنسانية لا تخلق من المشاكل إلا ما تستطيع مواجهته" لم يكن مغالياً . لكن هذه "المواجهة" تجد اليوم دفعاً عكسياً لها من قبل الإمبرياليين. البعض من النقاد يعتبرون هذه المقولة باتت مثالية في عصر يسوده التسلط والجبروت
أقول هنا إننا بحاجة إلى حضارة إنسانية تربط بين الحرية والتقدم الإنساني. إن التصور الأحادي الغربي للعالم بات - مع الأسف – إيديولوجية وسياسة للهيمنة على موارد الشعوب المستضعفة.
لم تعد "إنسانية" الإنسان تدخل في حسابات هذه الإيديولوجية. أقصاها الليبراليون الجدد الذين التفوا على القيم الإنسانية من حساباتهم.
أعود فأشير إلى تفكيك العولمة الذي دعا إليه جلالة الملك عبدالله الثاني فأقول إن ذلك من شأنه أن يضع لبنات عالم جديد يسوده الأمن والسلام.