يجمع العديد من وكالات الانباء العالمية على ان المحاصرين في قطاع غزة ينقبون كثبان الرمال بحثا عن شئ يأكلونه ...
وتجدهم « والكلام للوكالات « صباح مساء يتناوبون على مدار الساعة دون الالتفات لبرودة الطقس او لشدة الرياح والامطار.. نساء وشبانا واطفالا وصبية ينبشون في الارض، يقلبونها ويتفحصونها بدقة ليضعوا ما يبحثون عنه في اكياس تمهيدا لبيعه ...
وتضيف الوكالات :»هم ليسوا في انغولا او زامبيا او جنوب افريقيا حيث التنقيب عن الذهب والالماس،لكنهم موجودون في جنوب قطاع غزة وعلى وجه التحديد في مدينة خان يونس ...
يقضون ساعات طوال لكي يجمعوا اكبر قدر من «الحصمة» او «البحصة» تكون معينا لهم في توفير قوت يومهم وسد رمق اطفالهم بعد ان ضرب الفقر والعوز بقوت الكثير من العائلات والاسر الفلسطينية جراء الحصار الاسرائيلي- الامريكي - الاوروبي الجائر على قطاع غزة ...
في بلاد الصين في عهود «البوخدخانات» السلاطين، كان الصينيون ينبشون في الارض بحثا عن انواع معينة من الديدان ليأكلوها جراء عدم وجود الطعام والمواد التموينية اللازمة لسد رمق الناس .. وكان ذلك يعود الى عدد السكان الذي يعد بمئات الملايين ... وظل الحال كذلك حتى ثورة الثائر القومي « صن يات صن»... ثم ثورة الثائر الشيوعو «ماوتسي تونغ»، اللذان الحقا الهزائم النكراء بالاستعمار الغربي الذي ظل جاثما على صدر الشعب الصيني لعقود طويلة ...
اما في قطاع غزة العربي الذي ينتسب اهله للامة العربية والاسلامية ولا يتجاوز كل سكانه المليون ونصف المليون مواطن، ينتشر وباء المجاعة بين عائلاته لدرجة اضطرارهم لنبش التراب بحثا عما يمكن ان يأكلوه هم واطفالهم ...
وهذا هو حال الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة بسبب تشبثه بتراب وطنه ورفضه مغادرة منزله والهجرة الى بلاد الشتات بحثا عن الرزق والعيش بأمن وأمان ...
ان هذا الحصار الظالم العنصري الذي تفرضه اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية وحليفاتها في الاتحاد الاوروبي والتي تزعم صداقتها للامة العربية وللشعب الفلسطيني، وتزعم اولا وقبل كل شئ حرصها الكاذب والزائف على حقوق الانسان وعلى حق جميع شعوب المعمورة في تقرير مصيرها بيدها على ارض اوطانها ..
نقول ان هذا الحصار وكما يراد منه سيأتي على حياة الالاف من ابناء القطاع ومن نسائه واطفاله ...
انها حرب ابادة حقيقية يشنها الحلف الغربي – الصهيوني على الشعب الفلسطيني الاعزل على امل اجباره على التخلي عن ارض وطنه وعن حقوقه الوطنية المشروعة ..
انها حرب ابادة يشنها هذا الحلف الكريه على ابناء امتنا في قطاع غزة على مرأى ومسمع من «400» مليون عربي و 22 دولة ترفع الاعلام لترفرف خفاقة على اعلى ما فيها من مؤسسات ...وتنعم اقطارها بمئات المليارات من الدولارات ومن الثروات الهائلة والامكانات التي لا حصر لها ...
انني ادعو الاغنياء والموسرين من ابناء امتنا الى ارسال ما يقدر عليهم من زكاة اموالهم ومن الصدقات او بعض منها الى سكان القطاع لعلهم يغطون ما تيسر من احتياجاتهم ..
حيث انه من العار الكبير الذي قد يلطخ وجه العروبة اذا ما ظل هذا الحصار الجائر وما يسببه من مجاعة وعوز وامراض واوبئة تحصد اطفال القطاع وشيوخه وحرائره ...