لا يزال غضب البعض في الشارع الأردني مشتعلًا لما حدث او يحدث من تداعيات حربنا مع الكورونا. العواطف الجياشة من بعض أفراد أسرتنا الأردنية وما يتبعها من مطالبة البعض لإيجاد كبش فداء نعلق عليه ما حدث كلها مفهومة وطبيعية وأعتقد أنها مبررة إلى حد ما.
كان من الأجدى بالأخوة في مطابخ صنع القرار الانتباه لهذه الثغرة، ثغرة دخول سائقي الشاحنات الحدود البرية، ومعاملة هؤلاء كلهم دون استثناء بالإجراءات نفسها التي نجحنا في تطبيقها على جميع الداخلين من المعابر الجوية.
لقد كنت أنا وزوجتي من ضمن هؤلاء الذين تم حجرهم بالبحر الميت بعد وصول طائرتنا من الولايات المتحدة الأمريكية ومكثنا أربعة عشر يومًا ملتزمين وأتبعناها بأسبوعين آخرين في الحجر المنزلي وقمت بكتابة هذه التجربة في عمون.
لماذا تم استثناء هذه الفئة من هذه الإجراءات غير مفهوم، ولماذا غابت عين الرقابة عنهم أيضا قضيه غير مستوعبه.
هل كانت هناك بذريعة تحريك الاقتصاد؟ أم أنها "كبوة جواد".
وللعلم -فقط - لقد قمت أنا شخصيًا بتنبيه أحد الزملاء من أعضاء اللجنة الوبائي على خطوره إدخال السائقين من المعابر الحدودية حينما أشيع أمر السماح لهم بالدخول إذا احضروا فحصًا مختبريًا سلبيًا، ومعروف ان مثل هذه يمكن الحصول عليه في الخارج بسهوله.
إن الظروف التي نمر بها قيادة، وحكومة وشعبا، هي ظروف اسثنائية صعبة للغاية وهي أيضا ظروف جديدة علينا وعلى كثير من البلدان في شتى أنحاء المعمورة. لا يوجد أحد منا معصوم من الخطأ، ولا نريد تبديد طاقاتنا بجلد الذات أو "جلد اصحاب القرار" ولا بد من تكاتف الجميع للسير قدمًا لإتمام مسيرة النجاح والمحافظة على الإنجازات. وأرى بصفتي طبيبا بخبرة تزيد عن خمسة وثلاثين عاما في الغرب وهنا أن الأرقام الإجمالية للحالات ما تزال قليلة، والسيطرة ما تزال قائمة والتحرك بتصويب الأخطاء وبسرعة سيحل هذه المشكلة الجديدة. أطالب بأن يتم معاملة جميع العابرين لأردننا الحبيب بالمعاملة المثل دون استثناء، فهناك أمراء التزموا بهذه الإجراءات في تلك الأيام الأولى ومثلهم في هذه الأيام دون شكوى.
وعلى إعلامنا الرسمي والشعبي ان يتصدى بتمحيص لدحض كل تلك الشائعات التي تزدحم بها منصات التواصل الاجتماعي بكل شفافية ، كما عودونا خلال الأشهر السابقة، خصوصاً موضوع أعدادالسائقين الذين دخلوا بدون حجر إلزامي أو فحص سلبي. كثيرون اصيبوا بالهلع مما يشاع عن هذه الأرقام المهولة، والأردن، كما يقول زميلنا الدكتور معن القطامين، يستحق دائما وأبداً الأفضل. فلتبادر حكومتنا التي نفاخر بها الدنيا وتطلعنا بكل شفافية وتفند هذه الإشاعات المخيفة لنا دون تردد.
المستقبل أمامنا، و إنجازات الأردن حتى الآن وبالرغم من زيادة عدد الحالات هي إنجازات نفاخر بها الدنيا، ومسؤوليتنا جميعًا، حكومةً وشعباً، المحافظة على هكذا إنجاز، وحماية ما تم تحقيقه والبناء عليه. يكفي جلدًا للذات، فهذا لن يغير من واقع الحال شيئاً. من الأجدى أن نتعلم من أخطائنا وننظر إلى مستقبل هذا البلد.
وكما نجحنا بالسابق عندما وصلت الأرقام اليومية بحدود الأربعين، سننجح هذه المرة بعون الله وإصرار الجميع على تحمل المسؤولية ونتخطاها بنجاح.
حمى الله الاردن، قيادةً وحكومةً وشعباً.(الرأي)