جاءني الصديق زياد المومني متأففا من مركبته التي عفا عليها الزمن وأكل وشرب ونام ... وقص علي القصص ابتداء من معاناته اليومية في رحلة الذهاب والاياب من والى صخرة وما يرافق ذلك من خلل متكرر في السيارة التي ذاق بها ذرعا لكن اصبحت قدرا لا فكاك منه الا بالصبر والاحتساب وانتظار الفرج الذي اصبح بمثابة " انتظار غودو " ... ومرورا بأزمة " سور صخرة العظيم " وما رافق قضيته من مؤشرات تجاوز وشبهات فساد ... وهذا له قصة منفردة الى معاناة ظروف العمل ... وبعد كل هذا وقبل مسألة المستحقات المالية وسياسة تلبيس الطواقي التي يتبعا الى ان ضاقت به الارض بما رحبت ... وبعد الاصغاء التام له سألته : وما عساني ان اقدم لك أو أساهم في حل مشاكلك ؟ أجابني بواقعية : ان الحال من بعضه تقريبا .. لكن اقترح عليك ان تشاركني في مشروعي الاقتصادي الذي افكر بانجازه .
قلت له : أنا ادرك ان الغريق لا يخشى البلل !! لكن من أين لنا رأسمال المشروع ... ثم ما هو ؟؟ وعساك تأثرت بمجال عملك بمديرية الاقتصاد في الوكالة واحتكاكك اليومي بالمستثمرين والمسعدين وأصحاب رؤوس الاموال .. احذر يا صديقي ان تفعل مثلما فعل صديق مشترك ؟؟
قال وماذا فعل ؟؟
قلت : عمل في دائرة من دوائر المسعدين وأصحاب الملايين ... فخجل على نفسه ان يعمل بادارة شؤون مكتبهم مقابل مئات الدنانير وهم يجنون الملايين ويراهم اقل منه شأنا ومقدرة وذكاء ... فقدم لهم استقالته لا يلوى على شيء وباع ما تحته وما فوقه ــ كما يقولون ـــ واستدان ـــ على نية النجاح ــ بضعة الاف من الدنانير ... ورهن منزله الذي بناه بعد شقاء السنين ... ثم بدأ بمغامرة التجارة ... وفي الصفقة الأولى خسر كل ما يملك ... فأصبح مثل " المنبت ... لا أرضا قطع ... ولا ظهرا أبقى ... ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
أجابني بمنتهى الثقة : كلا .. لسنا مثله ... ولسنا بحاجة الى رأس مال وما لا يحزنون ... !!
قلت له : أخي ابو طارق ... لعلك تهذى ... استثمار وبدون رأس مال أي منطق هذا ؟؟
قابلني بابتسامة ساخرة وقال : لعلك لم تسمع بقصة جارنا ابو اياد ؟؟
قلت له " قص علينا القصص لا فض فوك !!
قال : أما قصة جارنا ابو اياد الذي يتخذ من الريف مستقرا له يأوي اليه بعد يوم عمل شاق ومكابدة في العاصمة عمان ... فقد إتفق مع جاره فلاح وإشترى منه حمارا قبرصيا بمئة دولار، على أن يستلم منه الحمار في اليوم التالي
في الموعد المحدد للتسليم أتاه فلاح وقال :"أعذرني يا جاري عندي لك خبر سيء. الحمار مات ".
أجابهابو اياد : " بسيطة ،أعد لي مصرياتي ".
قال له جاره : " بس أنا صرفت المصاري ".
أبو اياد : : " كمان بسيطة ، بآخد منك الحمار الميت ".
سأله جاره : " وشو بدك تعمل بالحمار الميت ؟ ".
أبو اياد : " بدي أعمل عليه سحب يانصيب ".
: فلاح : " معقول تعمل سحب يانصيب على حمار ميت؟ !".
أبو اياد : : " إيه ليش لا، أنا لن أخبّر أحدا إنه ميت. إنتظر وسوف ترى !!
وبعد مرور شهر إلتقى فلاح بأبي اياد وسأله : " شو صار بالحمار الميت ؟
أبو اياد : : " عملت عليه سحب يانصيب، وبعت 500 بطاقة كل واحدة بدولارين وفي النهاية ربحت 998,00 دولارا "..
فلاح : " وما حدا إعترض ؟ ! ".
أبو اياد : : " ما حدا إعترض إلا الشخص الذي ربح السحب، فرجعتله الدولارين
وهكذا جنيت من شركتي التي اطلقت عليها اسما تجاريا " حماركو القابضة " ربحا مضمونا وسهلا !!