من واجب الرئيس ووزير ماليته ياصديقي الاستاذ ماهر ابو طير ان يتوجه للشعب بالتطمين والتقليل من مستوى الخطر الذي يواجه الوطن والمواطن , لانهما يريدان ان يعززوا ثقة الناس بقدرتهم وامكانية تخطيطهم مثل هذه المخاطر التي لا تخفى على احد ولا يستطيع اقل العارفين بالوضع تجاهلها على الصعيدين المحلي والخارجي . وها هو رئيس الحكومة وعدد من زملاءه ينفذون سياسة الكف الرجعي والاسراع التتابعي , والتركيز على الامور بالتطمين قبل موعدها ، الى ان تأتي بثقلها حيث يكون الناس بهلع متفاقم , ينظرون الى اي خلاص واي حلول مطروحة ولو كانت غير واقعية وغير مدروسة , شريطة تطمينها للناس , وحملهم على تصديق وهم مخدر ويأس مريح ، يرسم مستقبل غير حقيقي وغير مبنى على قواعد واسس تحمينا من اثار صعبة جدا.
يدرك الاردنيون جميعا ان ما قبل كورونا يختلف عما بعده , خاصة مع ظروف الواقع النفطي الذي سيغير اوضاع واحوال الكثير الكثير من الدول النفطية وسيؤدي الى تغييرات صعبه عليهم وعلينا ، ليس في مجال المساعدات بل ومستويات العمالة التي مثل دخلا مهما للوطن الذين يعيشون في تلك المناطق وسنشهد مرة اخرى مناورات سياسية ومحاولات ابتزاز . لم ولن يقبلها الاردن في مواقف الرجولة والكرامة ومستقبل الوطن الاشم . جنبا الى جنب مع تقلص المساعدات الخارجية من قبل الدول الداعمة والمانحة , كإستحقاق طبيعي لما تركته معظلة كورونا من تردي الانتاج والاقتصاد العالمي . واختلال ميزان التجارة العالمي الذي بدأ التشكيك به , وتوقع الصراعات السياسية وانعكاساتها على التجارة بين الدول الكبرى والذي من شأنها سلبيات كبرى ستطال العالم باسره سواء على المستوى الاقتصادي او السياسي او العسكري في بعض الاحيان.
القضية ليست يا صديقي مرهونة بالحكومة او لتصرفها باتجاه دون الاخر , فالحكومة تحاول ضمن اطار اجتهادها , وهذا ما تراه صائبا بغض النظر رضينا عنه او رفضناه فهم سائرون , ولهذا تجد الكثير من الشخصيات تكتب (من عمان لرمان ) فمنهم من يشكك ومنهم من يدعم ,ومنهم يعزف على الوتر , ومنهم من يفقاقم الاخطار بالحديث عن خطر سياسي قادم , ومنهم من يروج لنفسه بهدف موقع الرئاسة القادم , ومنهم من يلمح بقدرة عطائه وخططه الافضل , والجميع يسبح في فلك المقولات وليس الواقع .
من الواضح ان الرئيس لم يجد سلطته الا على الموظفين , وخاصة الخدمة المدنية والمساكين في الضمان ,وتغالى على المعلمين , ورثع في السينيرز من الموظفين بقرار الثلاثين عاما , وترك المجال للوزراء لينعشوا شللهم ويرفعوا من مستوى المقربين لهم دون وجه حق , واتاح المجال للقاصرين في العطاء واستيعاب المرحلة في ان يرثعوا بالمؤسسات حتى تراجعت وستتراجع اضعاف اضعاف , حتى في ازمة الكورونا تم استثناء هؤلاء الشلل من كل تخفيضات او قرارات تم اتخاذها . . كل ذلك ولم نجد رئيس الحكومة ولا المعنيين في مجلس الوزراء يتحدثون عن الهيئات المستقلة وموظفينها الذين يعتبرون مشكلة النفقات الجارية من الرواتب والتجهيزات ,, ولم نجد دهاقنة التحليل في مجلس الوزراء يبحثون في مدى ما قدمت وانعكاسها على الواقع الخدماتي للدولة . بل الاجابة على سؤال حقيقي وامام الناس , ، لماذا ميوا هؤلاء حتى يأكلوا ثلث موازنة الدولة ، بلا سبب حقيقي , غير انهم ابناء ذوات . بل نجد الوزراء وقرارات الحكومة تدافع عنم وكأنهم من المبشرين باللجنة ‘ المحرم على الجميع التعامل معهم.
لم نلحظ حتى الان اي اجراءات عملية للحكومة لحماية الاقتصاد وتقليل الكلف والانفاق الا قضايا الموظفين فقط ، فاسهل القرارات هي تلك التي تتخذ ببضع كلمات , مستغلة الحكومة واقع الناس وخوفهم من المستقبل وهي سياسة الاسراع التتابعي الذي تتقنه الحكومة .
العالم لن يسمح بالمساعدات الخارجية بعد الكورونا لكنه ايضا سيخفف من اجراءات الديون واستردادها , لهذافان تطمين او عدم تطمين الحكومة للناس ومستواه غير ذا جدوى ، لان الناس تدرك ذلك وتعيه . لكن النصيحة التي يجب ان نزجها للحكومة من الناس جميعا , ان الفرصة مؤاتية الان لتعزيز دولة الانتاج ودولة القانون , وزيادة القدرة الزراعية والصناعية والسياحية في الاردن لان التجربة اثبتت تميز الاردن في حقول عدة ، وتعامل الادارة والشعب قبلها مع ذلك , فلنكن مميزون في الزراعة ولنصدر للخارج , ولنكن موهوبن في الصناعة وخاصة الادوية ولنرسل للخارج , ناهيكم عن الصناعة الالكترونية , ولنكن اكثر دول العالم سمعة في صحة بيئتنا , وتميز مناطقنا , وسلامة ارضنا , وروعة ابناء مجتمعنا ، لنحصد السياحة ونرتقي بها . هذا اضافة لتفخيم مهارات ابناءنا الذين تعاملوا مع الواقع التكنولوجي الالكتروني بتميز . وتخطوا في شهور سنين من الزمن كانت وما زالت الدول تحتاجها للوصول لنفس النتيجة , فالمهارات المطلوبة لمستقبل البشرية , ملكناها وقدمناها شريحة تمثل المواطن الاردني والوطن الاردني .
ياصاحبي , لدينا الكثير الذي يجعلنا بعد الازمة مميزين فهل تستطيع الحكومة بعناصرها هذه ان تنقلنا لذلك. ؟! فاني اتفق معك وجود بعض العناصر الجيدة التي نخبرها منذ اربعين عاما بالعمل معهم , ولكن نحن جميعا غير متفائلين بالبقية ممن اثبتوا انهم ينظرون ولا يفعلون , وانهم جاءوا بالمحاصصة ولم يفلحو، وان على الرئيس ان اختاره الملك للبقاء او مدد له فانه بامس الحاجة لدراسة الامر بشكل ادق.