من يستحق ثقتك؟ طريقة سهلة لاختيار من تبوحين لهم بأسرارك
07-05-2020 03:05 PM
عمون - الثقة في الآخرين لا يسهل تحديدها، ويصعب التأكد من الشخص الجدير بها إلا بخوض التجربة في بعض الأحيان، يقول إرنست همنغواي "إن أفضل طريقة لمعرفة إذا كان يمكنك الوثوق بشخص ما هي الثقة به"، وفي قول آخر "الثقة بك هو قراري، إثبات صوابي هو اختيارك".
مئات النساء يعانين من صدمات كثيرة في أعقاب الثقة في الأشخاص الخطأ، ووجد بحث نُشر بمجلة علم النفس الاجتماعي التجريبي عام 2015 أن النساء يحافظن على العلاقات ممتدة أكثر من الرجال، وأنهن لا يفقدن الثقة في الآخرين بسهولة، وهن أكثر عرضة لاستعادة الثقة مقارنة بالرجال؛ لذا فالأولى أن يقمن باختيار من يثقن به بعناية منذ البداية.
لماذا يخدعوننا؟
وفقا للكاتبة المهتمة بقضايا المرأة كاثي كابرينو -على موقع فوربس- فجد لاحظت أن هناك ثلاثة أسباب أساسية وراء انخداع المرأة باستمرار من قبل أشخاص لا ينبغي أن تثق بهم، حيث تقول كاثي عندما نكون في وضع غير مريح ونريد تغييره بشدة، نتجاهل غالبا جميع العلامات التي تشير إلى مدى إمكانية الوثوق بشخص ما. وبدل ذلك نذهب مع ما نعتقد أنه سيخرجنا من آلامنا، ورغم علمنا أن ما يقدمه هذا الشخص يبدو جيدا جدا لدرجة يصعب تصديقه، إلا أننا نتجاهل ذلك لأننا نريد أن نعتقد أن هناك طريقة سريعة وسهلة للخروج مما نحن فيه.
وأضافت كابرينو أن الأشخاص غير الجديرين بالثقة يعرفون غالبا ممن يركزون على أجندة مصالحهم الخاصة، وما يجب أن يقولوه لنا لإثارة اهتمامنا، إنهم يفحصوننا ويعرفون نقاط ضعفنا، وحينما نفتقر إلى الثقة واحترام الذات، يخبروننا بما نود أن نسمعه، هذا يجعلنا نشعر بالرضا لذا نحبهم ونلتصق بهم.
السبب الثالث وفقا لكابرينو هو أن هؤلاء الأشخاص مقنعون ومثيرون للإعجاب، يظهرون عادة قويين وواثقين وناجحين للغاية؛ لذا نفرح بكوننا إلى جانبهم ونشعر بالرضا لأنهم قاموا باختيارنا، ولكن عندما نتعرف عليهم سنرى أنهم لا يمكن الوثوق بهم.
تجاوز المنطق
وفقا للطبيبة النفسية ميلاني غرينبيرغ -في مقال لها على موقع سيكولوجي توداي- فهناك نوعان من الناس: من يمنح ثقته بسهولة شديدة، ويتوقع الأفضل من الآخرين، ومن لا يمنح سوى القليل جدا من الثقة للآخرين حتى لو كانوا يستحقونها. وتقول إن أحد أهم القرارات التي نتخذها في الحياة هو تحديد من نثق به، حيث قد تؤدي الثقة في الشخص الخطأ إلى علاقات مسيئة وخسائر مالية والعديد من النتائج غير المرغوب فيها.
تشير نتائج الدراسات إلى أننا مستعدون للثقة في الآخرين، حتى لو كان ذلك يعني تجاوز المنطق. مثل الدراسة السويسرية التي أجراها عالم الأعصاب توماس بومغارتنر. ووفقا للتجربة التي قام بها، فإن الأشخاص يُظهرون مستويات متزايدة من الثقة حتى تجاه شخص كان غير أمين معهم سابقا.
أما عن الوقت الذي نستغرقه لنثق في شخص ما، فقد أظهرت دراسة -نُشرت في مجلة علم الأعصاب في أغسطس/آب 2014- أن أدمغتنا تستغرق فقط ثلاثمئة جزء من الثانية (أقل بكثير من غمضة عين) لتقرير الثقة. ويقول الباحثون في الدراسة إن أحكامنا حول الجدارة بالثقة سريعة جدا، لدرجة أننا قادرون على إصدارها حتى قبل أن نعرف من هذا الشخص.
الشخص الجدير بالثقة
تقول الكاتبة المتخصصة في العلوم النفسية هيذر كريج -في مقال لها بموقع بوسيتيف سيكولوجي- إن الشخص الجدير بالثقة هو الذي نستطيع الاعتماد عليه لتقديم ما هو مطلوب بشكل آمن ومسؤول، ويكمن أساس الثقة في التواصل الصادق، بمجرد أن نقع في كذبة، تنخفض مصداقيتنا.
وبالنسبة لبناء الثقة، تؤكد عالمة النفس أندريا بونيور أن ذلك يتطلب الكشف عن أنفسنا أمام الآخر الذي نثق به، مثل إطلاعه على الأشياء التي تخيفنا والجوانب السلبية في حياتنا، هنا يتم تطوير الثقة، حيث تكون لدى هؤلاء الفرصة لإحباطنا أو إيذائنا، لكنهم لا يفعلون ذلك.
وفيما يلي بعض الصفات التي يمكن أن نستشف منها مدى الوثوق بشخص ما من عدمه:
قدرة الاعتماد عليه والتفكير فيه تلقائيا عندما نكون في موقف صعب.
الصدق والتواضع صفتان شائعتان جدا للأشخاص الجديرين بالثقة.
يستمعون إليك باهتمام كلما تحدثت ويهتمون بما تقول.
الصفة الأولى للشخص غير الجدير بالثقة هي الكذب باستمرار، وقول أشياء لا تعكس شعوره بدقة، حتى إن كان في أمور بسيطة وغير مهمة.
اكتشاف علاقاتهم السابقة ومدى ثقة الآخرين بهم، فتاريخ سلوكهم دائما أفضل مؤشر لما سيفعلونه في المستقبل.
إذا تحدث عن شخص آخر أمامك بشكل غير جيد، فمن المحتمل أنه سيفعل ذلك معك.
إذا كنت قد قابلت شخصا للتو ويريد أن يكون أفضل صديق لك أو أنه أحب حياتك بشدة، فاحذر منه.
وفقا لألبرت أينشتاين، فإن من لا يهتم بالأمور الصغيرة لا يمكن الوثوق به في الأمور المهمة.
عدم الاحترام يدمر الثقة، أحيانا نظهر لمن نثق بهم أسوأ صفاتنا، فإذا قللوا من شأننا أو نظروا إلينا بازدراء، فهم لا يستحقون ثقتنا.