ربما لا يستطيع العديد منا إخفاء خيبة أملهم بأننا لم نستمر في تسجيل ذلك النصر المحقق لليوم التاسع على شكل الرقم صفر، لعدد الحالات المصابة بفايروس كورونا. لكن ما حدث أمر طبيعي، لا بل ومتوقع، في ظل إقليم وعالمٍ ما زال يخوض معركته ضد المرض. فلا يغرَنكم الأمر! من المهم جدا في هذه المرحلة أن ندخل مرحلة الوعي بحقائق الأمور ووقائعها. فالفايروس لم يفنى بالكامل بعد، وما زال يختبأ هنا وهناك. لكننا حققنا تقدماً واضحاً وملحوظاً بفضل إجراءات حكومية حازمة وإلتزامٍ شعبي مسؤول. أوصلنا لمرحلة رفع بعض إجراءات الحظر وتخفيف بعضها. وها نحن مقبلون على رفع نظام الزوجي والفردي والسماح للمركبات الخاصة بالتحرك بغض النظر عن أرقامها اعتباراً من يوم الأحد المقبل. وقد نُقبل مستقبلا على خيار الفتح التدريجي للمحافظات على بعضها وعزل الأقاليم الثلاثة، اذا بقينا محافظين على وتيرة نجاحنا وصمودنا في هذه المعركة الوبائية.
فالسر الان، أن لا نغتر ولا نستهين بالأمر جميعا، وأن نتأقلم ونتكيف مع نسق الحياة الجديدة والذي يتضمن أن نستمر في تباعدنا الاجتماعي وتقاربنا الروحي وأن نلتزم بمعايير السلامة وأن نبقي على ارتدائنا للكمامات والقفازات الطبية ونبقي عمليات التعقيم مستمرة، لا بل ونكثف من آليات الفحص العشوائي والاستقصاء الوبائي حتى يجد العالم العلاج أو اللقاح.
علينا أن نضع العديد من الخطط البديلة وأن نتحضر لجميع السيناريوهات وأن نتشارك في القرارات وأن نقف مع بعضنا البعض عند اتخاذ تلك القرارت، وأن لا يشكك بعضنا بعضاً حول هذه الخيارات أو تلك الاجراءات . فمن المحبذ أن تجتهد، ومن الطبيعي أن تصيب هنا وتخطأ هناك. لكن من المسؤولية أن تقترب من الشارع وتستمع لصوته، وهذا ما يحسب لهذه الحكومة بالطبع، أنها كانت ومازالت قريبة وتسمع وتعدِّل تباعاً.
علينا أن نبقي على تكاتفنا مع بعضنا البعض ونستمر في توسيع نطاق التغطية ببرامج الحماية الاجتماعية، وتيسير طرق الوصول إليها للتأكد من عدم ترك أحد خلفنا. كما علينا إتباع سياسات نقدية توسعية، وإطلاق مزيداً من الحزم التحفيزية للحد من الآثار السلبية للأزمة، مع توجيه جزء من المخصصات المالية والدعم للقطاعات الصحية والتعليمية والبحث العلمي وبالذات ذلك المعني بالقطاع الصحي وقطاع تكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي. كما لا ننسى العمل على دعم قطاع الزراعة ودعم وتوسيع الإنماء الزراعي بحيث يسهم هذا الدعم في تعزيز منعة الأمن الغذائي للأردن.
ومع عودة العديد من القطاعات الاقتصادية للعمل ومع اقتراب العيد، علينا أن نفكر بحلول مبتكرة تضمن سلامة الاجراءات الصحية وحسب الحاجة، ووضع خطة بديلة لأي توجه، بما يسهم في طرح الخيارات المناسبة لأي قرار مع ضمان تعزيز التنسيق بين مختلف المؤسسات الرسمية والشعبية لنبقى سالمين وكي لا نعود للمربع الأول.