** شح في المعلومات حول قضايا تثير اهتمام الرأي العام وتغطية متحفظة لاجتماعات مجلس الوزراء ..
لو لم تنشر »العرب اليوم« خبرا عن مفاوضات »لتبادل الاراضي« بين الحكومة وصاحب رخصة الكازينو في البحر الميت لما بادرت الحكومة الى الحديث في الموضوع. هي المشكلة القديمة الجديدة ما زلنا نعاني منها; ميل حكومي دائم لاخفاء المعلومات وعدم المبادرة لاطلاع الرأي العام على ما يتخذ من قرارات.
موضوع »الكازينو« ليس المثال الوحيد فمنذ ايام تحاول الحصول على معلومات من القنوات الرسمية حول صفقة شراء تلفزيون الغد غير اننا نقابل بالصد وعدم التعليق مع معرفتنا الاكيدة بأن المفاوضات جارية من طرف الحكومة لشراء المحطة. وتتناقل مواقع الكترونية واعلامية معلومات بهذا الخصوص لا نعرف مدى دقتها لان مسؤولا حكوميا واحدا لم يكلف نفسه بالرد او التوضيح.
يحصل شيء مشابه في مسألة التعيينات للوظائف العليا فعلى مدار ثلاثة اسابيع مضت اعلنت الحكومة وجبات دسمة من التغييرات والاحالات ثار حول بعضها جدل قانوني واداري لم يحظ بأي اهتمام من طرف الحكومة. وفي هذا الشأن اعتقد ان الحكومة مطالبة بمراجعة اسلوبها في ادارة قرارات التعيين, فالرأي العام لم يعد يقتنع بالتغيير في المناصب العليا اذا لم يصاحبه تبرير يوضح اسباب التبديل, وبخلاف ذلك ستبقى النظرة لهذه القرارات بأنها مجرد تنفيعات وتصفية حسابات.
بموجب مدونة السلوك الاعلامي تعهدت الحكومة بتنشيط قنوات وصول المعلومات لوسائل الاعلام والتزمت بعقد مؤتمرات دورية للناطقين الاعلاميين في الوزارات ومؤتمر اسبوعي للناطق باسم الحكومة. لغاية الان لم يحصل شيء من هذا القبيل. فالحكومة ما زالت تقرر من طرف واحد الاوقات المناسبة لاصدار التصريحات الاعلامية.
اهم نشاط للحكومة كل اسبوع هو اجتماع مجلس الوزراء الذي يفترض ان يناقش اهم القضايا المطروحة وهو مناسبة يطلع من خلالها الرأي العام على ما يدور من نقاش حول الهموم العامة ويتأكد بان اصحاب الولاية يتابعون مشاكله ويراعون اولوياته. هذه المحطة الاسبوعية المهمة في عمل الحكومة لا تحظى بالتغطية الاعلامية اللازمة, ولا يعرف الرأي العام ما يدور في اجتماع يستمر ساعات. يحضر الصحافيون كل ثلاثاء الى دار رئاسة الوزراء وينتظرون ساعات ثم يخرج موظف او وزير يوزع عليهم خبرا مقتضبا يتضمن قرارات مجلس الوزراء وهي في اغلب الحالات وجبة تعيينات واحالات على التقاعد.
اما ما دار من نقاش وبحث لقضايا عامة فيظل سرا من الاسرار المكتوبة. حتى ان اجتماع مجلس الوزراء لا يحظى بصورة »فوتغرافية« ولقطة تلفزيونية تنشر مع الخبر ولا يستطيع صحافي مقابلة الوزير عند دخوله او خروجه من الاجتماع للتعليق على اي شأن عام.
كل شيء يتم بسرية وتكتم مناقضا خطاب الحكومة المعلن عن الالتزام بمبدأ الشفافية واحترام حرية الاعلام وحقه في الحصول على المعلومات.0
fahed.khitan@alarabalyawm.net
العرب اليوم