أدخلوها بسلامٍ،
عاشقينْ
واتركوا أحزانكمْ فوقَ طريقِ الوهمِ،
واستسقوا سماءَ الياسمينْ
هيَ ذي صارتْ على بُعدِ خياليْنِ،
وقلبيْنِ...
وشعرٍ في حروفٍ من يقينْ
أدخلوها،
فعلى بوابةِ السحرِ كتبْنا مرحباً...
للطامعينْ
برحيقِ الزيتِ في تشرينَ،
والخيرِ الذي يلمعُ في ضوءِ العيونْ
وعلى بوابةِ التاريخِ،
سطّرْنا مواعيدَ القرونْ
جبلاً يرتاحُ كالسهلِ،
ويقتاتُ على الأحلامِ من بَدْءِ السنينْ
جبلاً يقطرُ من كَرْمتِهِ،
عسلُ القلبِ وترياقُ زمانِ الأوّلينْ
آهِ ما أحلاكِ يا أرضَ الهواءِ اللازورديِّ،
وعطر الخالدينْ
كلما فكّرتُ بالحبِّ،
تخيلتُكِ حسناءَ على النبعِ،
وأذكاني الحنينْ
فتكلمتُ مع الغيمةِ كي تحرسَ دربي،
من لظى الشمسِ...
وأطلقتُ لأحلامي حصانَ العابرينْ
آهِ يا عجلونُ،
واستسلمتُ للإيمانِ،
من فرطِ صلاتي...
وتعمّدْتُ بشيءٍ من زمانِ التابعينْ
فعلى أيِّ ربيعٍ،
ستزفّينَ عريسَ السنديانِ المنتشي باللونِ،
وما حاجتُهُ للقُبلةِ الخضراءِ،
لمّا ترسُمينْ
أدخلوها،
مثلما ترجعُ للهِ جموعُ التائبينْ
أو كما تلمحُ في الصحراءِ،
ناراً...
فتشهّدتَ على نيّةِ خوفِ التائهينْ
أينما وجَّهْتُ قلبي،
فلكِ الحمدُ،
ودفءُ المؤمنينْ
يدفعُ الناسُ زكاةً لليتامى،
وأنا أدفعُ عمري كلَّه للأرضِ،
كي تمنحني،
مُنتهى جنتها في الصالحينْ
يا دعاءَ الروحِ،
يا حبرَ الدواوينِ،
ويا بيتاً سماوياً...
ومعراجاً لكلِّ العارفينْ
يا كلامَ اللهِ،
لما آدمُ استأنسَ من هذا الترابِ الحقَّ...
وسمّى كلَّ شيءٍ،
ثمّ أسماكِ الفَتونْ
خلعَ الحسنُ هنا أثوابَهُ،
ومضى في الأرضِ،
كي يغزلَ ما يسترُهُ في البردِ،
مثلَ البائسينْ
لا على قلبكِ من بأسٍ ولا خوفٍ،
ولا يومٍ حزينْ
خيمةً تبقينَ،
مكتوباً على قلعتِها :
أدخلوها بسلامٍ آمنينْ