العلم والسياسة في الأردن بعد كورونا
د.مهند مبيضين
05-05-2020 01:31 AM
يقول د. مروان كمال رجل التعليم العالي والخبير البارز» أن الاردن سيبقى معمتداً على مورده البشري، وان الجامعة الأردنية لها حق على الجميع، ولها في كل بيت نصيب، ويجب الحفاظ على استقلاليتها» وضعت يدي على قلبي حين سمعت ان رجلاُ منغمساً في تجارب ومؤسسات تعليم خاصة يقول بذلك، ويدعو لحماية المؤسسة الاكاديمية الأعرق في البلد ويقول:» هاي جامعة الأردن جامعة الملك حسين والأردنيين».
ولا يخفي بعض كبار الاكاديميين خيبة أملهم من بعض سياسات التعليم العالي، ومن ردة الفعل التي يمارسها الراغبون بتفكيك قوة مؤسسات التعليم، لكن هذا لا يعني أن ثمة مؤامرة على البلد، بل إن الأخطاء حين تتراكم يعُظما شراً وهلاكاً.
يزيد الدكتور كمال بأنه لولا الجامعة الأردنية وخيرها وخبراتها لما خرجنا منها للعالم والمؤسسات العربية وهي بيت التعليم العالي الأول.
صحيح أن ثمة اختلاف في الرؤية لوجود وزارة تعليم عالي ام لا، لكن المهم ان الرؤية لا تتغيير من وجوب استقلالية المؤسسات التعليمية، وهي استقلالية لحماية العملية التعليمية والتقاليد العلمية.
النظام القديم والحالي للتعليم والسياسات المحلية ستتهاوى، إن عاجلاً أم آجلاً، والعلم هو الحرفة الذي يجعل السياسة والساسة يتغيران، وهذا التغيير ليس سلبياً، بل هو قياساً بالتجربة التي قمنا بها في الاستجابة لكورونا وازمتها يمكن أن يكون فرصة، لاحداث اصلاح داخلي هيكلي في بنية المؤسسات العامة والقطاعات الحيوية.
كان الصديق الدكتور مصطفى حمارنه قد اكد وعبر تقرير حالة البلاد الصادر عن المجلس الاقتصادي الاجتماعي في نسخته الثانية، بأن ثمة فجوة معرفية في سلسلة الإدارات الحكومية، وهي مسألة خطيرة، ونشهد كل يوم توكيدا على ما جاء به تقرير حالة البلاد من ضعف في الإدارات.
اليوم الدولة في شكلها القديم سوف يتغير، والحقول والمهام للساسة سوف تتغير، والنقد او التعبير عن الرأي يجب ان لا يظل حبيس الصالونات، او انتظار لعبة انتخابات قد تأتي باللامتوقع والبائس.
مجمتع بلا انتخابات قد يكون افضل مما نحن عليه اليوم، والاحتراف هو شرط البقاء والاستمرار، وصنعة العلم يجب ان تكون هي وسيلة التغيير، والبحوث يجب ان تتغير وتسلك مداخل جديدة.
لقد وفرت أزمة كورونا فرصة لنكتشف هشاشة بعض الخبرات وهشاشة بعض المؤسسات، وفي المقابل اكتشفنا قوة مؤسسات أخرى وقوة قيادات أخرى خاصة في المؤسسات العسكرية والأمنية وقطاع الصحة المدني والعسكري. لكن الوضع العام يجب أن يؤول إلى إدارات أكثر حرفية وتسيساً.
نقول بهذا وقد هلكتنا حكومات في مقولات الاداء المؤسسي والاصلاح الهيكلي، والتفكيك الهرمي، والمخرجات والمدخلات وسوق العمل بالنسبة لمؤسسات التعليم العالي، واقتصد المعرفة، والطاقة النووية والنانو تكنولوجي والخلايا الجذعية، صحي ان كل هذا مهم، لكن توزيع الخبز لم نقو عليه، واليوم لولا أن الدولة مارست سلطتها لكنا اكتشفنا العجب العجاب.
أخيراً، كلما دخلت مؤسسة عامة ووجدت مكتباً عليه لوحة بعنوان وحدة تقييم الاداء المؤسسي، اضحك فورا، واخرج؛ لان ثمة لعبة كبيرة وتجهيل مورست، على الناس، فقد انتنا هياكل ووظائف ومسميات، وخلقنا اقطاعيات ومؤسسات تنموية ثبت أنها غير قاردة على أن تدير نفسها؟
الدستور