يوجد في المجتمع الأردني مجموعة من العقد والتي سوف اتحدث عنها في المقالات
القادمة بإذن الله والتي تتراوح ما بين عقدة (الدال ، الضبطنة، الالقاب، الكراسي، رئاسة الجاهات، وغيرها)
أما عقدة الضبطنة فهي عبارة تعود الى ذلك المصطلح الذي يستخدم لغايات الترقية والترفيع في المؤسسات (وانني لا اقصد الاساءة للمؤسسات العسكرية والانظمة المستخدمة بها وانني اقدر واحترم من خدم بها او يخدم بها وانا واحداً من أبنائها سابقاً) وانما تأتي المقالة لتحاكي الواقع الاجتماعي الذي ارتبط بها من حيث إصرار الأهل والعائلة على ضرورة ان يكون على الأقل واحداً من ابنائها لديه هذه الرتبه وذلك تباعاًَ لحالة عقدة الضبطنة التي يعيشها الآباء من حيث ان غالبيتهم قد خدم في رتبة اقل منها ويريد لأبنه ان يحمل هذه الرتبة.وتأتي هذه الرغبة على ضوء التصرفات الموجودة في المجتمع من حيث يكون لهذا الأبن كل الاحترام والتقدير من اقاربه عندما يتواجد بينهم في الافراح والاتراح والكل يتسابق للسلام عليه عند الدخول والسؤآل عن احواله واذا لم يكن موجوداً فيسألوا ابيه عن حال ابنه واين يخدم الآن وان شاء الله مرتاح (وما بدك اتجوز الولد) وذلك طمعاً ورغبة في مصاهرته وتبدأ عقدة الضبطنة تكبر وتنمو بناءً على الترقية والترفيع ويكثر المهنئين والمباركين والاصدقاء سواء كانت في الصحف والهاتف او الحضور الشخصي مع اصفاط الشوكلاته والورود والهدايا وغيرها .

وتزداد عقدة الضبطنة تباعاً مع مرتديها حتى ليظن نفسه انه يطير فوق الارض لكثرة المديح والتبجيل من المقربين وغيرهم ولا يرضى ان تصطف سيارته التابعة للمؤسسة التي يعمل بها الا أمام بيت الفرح او العزاء ولا يحضر اليهما الا مرتدياً ويقف الجميع مهللاً بقدومه وحتى الابناء ينالهم من الحب جانباً فرحين بهذا الأب محدثين اصدقائهم عن المزايا التي يتمتع بها (إلى ان يأتي هادم اللذات ومفرق الجماعات الا وهو ..... التقاعد ..... ) هذه المسالة لو كانت الى القبر لهانت ولكنها.. ويبدأ مشوار جديد في حياته لا يخلو من المناكفة وقهر الرجال وتسميع الكلام والتطنيش ومحاولة عدم حضور مناسبات عشيرته بكافة انواعها ويلامس الصمت كل شيء حتى جهاز الهاتف النقال الذي كان لا يكف عن الرنين ويبدأ مشواره بالبحث مع الآخرين عن صاحب عقدة جديد من أجل ملاقاته والترحيب به.
bsakarneh@yahoo.com