facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التعليم العالي عن بعد وأسئلة لم يتم الإجابة عليها


د.عثمان الصمادي
04-05-2020 04:47 PM

كثر الحديث في اليومين الأخيرين في داخل المجتمع الأكاديمي عن مشروعية مناداة الطلبة بالنجاح التلقائي و مدى أخلاقية هكذا طلب. و انقسم الأكاديميون بين مؤيد و رافض القرار و مع ذلك فهنالك شبه إجماع على أن القرار الأخير لوزارة التعليم العالي بخصوص تقريب موعد الامتحانات للعديد من الجامعات الحكومية و تحويله لامتحان إلكتروني هو قرار متسرع و خلق إرباكاً لمؤسساتنا الأكاديمية كان من الممكن تلافيه و بأقل الخسائر!

وهنا أحاول بهدوء طرح مجموعة من الأسئلة و الإجابة عليها بحدود خبرتي و معرفتي التي اكتسبتها من خلال تواجدي كأكاديمي و لمدة ثمان سنوات قضيتها في جامعة حكومية هي الجامعة الهاشمية التي أفخر بالانتساب إليها و أفتخر بكوادرها و طلبتها على حد سواء.

- بداية علينا طرح السؤال الأهم عن معنى التعليم عن بعد و تعريفه العلمي و هل أن التعليم عن بعد هو فقط رفع فيديوهات على الإنترنت و بأي جودة أو إتقان و فقط؟

إذا كان هذا هو الجواب فيجب التنازل عن التدريس الصفي و تقليل أعداد المدرسين و الاكتفاء بالفيديوهات عالية الجودة التي يقدمها الغرب و بجودة وإمكانات فنية و علمية تفوق ما قدمناه هذه الأيام و هو أيضاً تأكيد خطير لما يتداوله الطلبة وبعض الأعلاميين في الأونة الأخيرة عن عدم جدوى المحاضرات الصفية و عدم وجود أضاقة حقيقية لوجد المدرس في القاعة الصفية و هو استنتاج خاطئ و كارثي و يدل على اتساع الفجوة بين الطلبة و معلميهم!

برأيي أن التعليم عن بعد هو تعليم تفاعلي و يشبه تعليم القاعة الصفية الا حد كبير من خلال تفاعل الطلبة مع المدرس و مقاطعته لطرح أسئلة او طرح الدكتور نفسه لأسئلة تفاعلية خلال الشرح لتحصيل تغذية راجعة من الطلبة تساعده على ادارة دفة المحاضرة و تقييم مدى فهم الطلبة آنياً و إدارة دفة المحاضرة بما يتناسب مع الطلبة و قدراتهم.

- هل جميع زملائنا الأكاديميين قاموا برفع فيديوهات (بغض النظر عن جودة المحتوى الفنية و العلمية) ؟

الجواب قطعاً لا و كثير منى اكتفى "بالسلايدات المكتوبة" إما لضعف الخبرة بالتعامل مع التقنيات الجديدة أو لأسباب أخرى لا يتسع المجال لذكرها!

- هل التزمت وزارة التعليم العالي بقرار واضح و قطعي منذ بداية الأزمة ؟

لقد شاهدنا مناكفة و تخبط بين الوزارة و الجامعات نتج عنه تغيير القرارات الصادرة لثلاث مرات على الأقل آخرها كان قبل أسبوع و بشكل مفاجئ أدى لاضطرارنا جميعًا نحن (الأكاديميين)لإغراق الطلبة بواجبات و امتحانات قصيرة كون الامتحانات النهائية أصبحت على الأبواب بدل موعدها السابق و الذي كان مقرا بعد العيد!


- هل ثار الطلبة و الأكاديميون على القرار السابق المتمثل بتأجيل الامتحانات النهائية لما بعد العيد و إقامتها داخل الحرم الجامعي ؟

على العكس تلقينا نحن الأكاديميون و الطلبة القرار بترحيب شديد و قمنا بترتيب محاضراتنا و جدولة الامتحانات بناء على ان الامتحانات النهائية ستجرى بعد العيد!

- هل الطلبة(الضعاف أكاديميًا) هم فقط من اعترضوا على القرار الجديد و الكم الكبير من الوجبات و المشاريع و الذي يجب ان يتم في ظرف أسبوع ؟

الجواب أن أغلب طلبتي المتفوقون أكاديميًا و المجتهدون يرغبون بإنها الفصل بطريقة النجاح التلقائي او نتيجة ناجح راسب و فقط نظراً للضغط النفسي الذي يعيشونه و لاقتناعهم بعدم عدالة الامتحانات الإلكترونية

- هل يرتاح الدكتور نفسيا و يشعر بالرضا عندما يشاهد ظاهرة الغش الجماعي منتشرة و بكثرة في الامتحانات؟

الجواب و للأسف انه مشهد موجع سببه الرئيس ضعف أداة الامتحانات الإلكترونية كوسيلة تقييمية و محاولتنا نحن الأكاديميين التقليل من الغش بطريقة كان اثرها السلبي اكبر من أثرها الإيجابي حيث قام بعضهم بعمل امتحانات من خمسة دقائق و الآخر رفع مستوى صعوبة الأسئلة و الثالث زاد عدد الأسئلة بشكل مبالغ فيه و للأسف فوق كل ذلك فشل نظام الموودل الذي يستخدم لهذه الغايات و انهار في أول اختبار حقيقي لبنية الجامعة التحتية!
هنا يجب الإشارة أن ظاهرة الغش الجماعي لم تقتصر على الطلبة الضعاف (على رأي بعض زملائنا) و لكن يشترك فيه أغلب الطلبة على مختلف مستوياتهم الأكاديمية!

ومع انني كنت من الداعين و بشدة إلى الالتزام بالامتحانات النهائية داخل الحرم الجامعي في بداية الأمرو حتى لو دعانا ذلك لإلغاء الفصل الصيفي إلا أن الظروف تغيرت و الأزمة طالت والتوصيات الصحية منعت العودة القريبة للجامعات و ظروف التعليم عن بعد ليست كما يروج لها و نسبة نجاحها و الرضى عنها ضعيف برأي الأكاديميين والطلبة حسب استطلاع نشرته قناة المملكة !

و لذلك أعتقد أن مطالبة غالبية الطلبة و العديد من الأكاديمين في النجاح التلقائي له سببه الذي يجل أن يحترم ولا يتهكم عليه خصوصاً أن جامعة أكسفورد و التي تحوي خبرات أكاديمية من الصف الأول حول العام قامت بقرار مشابه لما يطالب به الطلبة و مع ذلك لم يحوقل أحد و يسترجع من الطلبة و الأكاديميين في تلك الجامعة و التي تحوي صفوة الصفوة من الطلبة و الأكاديميين.

أخيراً، أعتقد أن التعليم العالي الأردني يحتاج إلى مراجعات عميقة و جريئة و مخلصة توقف حالة التراجع و الضعف الذي نشهده في بعض الجوانب و الذي أظهرته الأزمة الحالية و بوضوح!

حفظ الله الأردن و قيادته و شبابه الذين هم عماد نهضته و الذين هم أملنا الوحيد في مستقبل أفضل لهذا الوطن العزيز على قلوبنا و الذي نفديه بالأرواح و النهج!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :