بينما يقيّد الله في رمضان شياطين الجن بالسلاسل، فإن شياطين الإنس لا يألون جهداً في إفساد شهر الرحمات عبر ظهورهم بقوة في مختلف وسائل الإعلام ( خاصة المرئية ) !!

كنت أظن أن أجواء فيروس كورونا ستردعهم وتدفعهم لإعادة التفكير فيما ينتجون ويستغلون رمضان لتصحيح مسارهم!!

لكن للأسف خاب ظني وأنا أرى الإصرار العجيب علي إفساد الذوق العام وهدم قيم المجتمع وتراثه العريق عبر برامج ومسلسلات هابطة وهادمة !

القضية خطيرة، فضرر المحطات والقنوات الفضائية على الأجيال لا يقل عن خطر أي فكر متطرف يهدف إلى زعزعة استقرار البلاد، وينتهج العنف وسيلة لتحقيق غاياته.

فما يعجز الإرهاب عن الوصول إليه في مجتمعاتنا بسبب يقظة الأجهزة الأمنية ووعي شعوبنا، يستطيع برنامج واحد أن يبثّه وينفث سمّه في عقر دارنا بكل سهولة !

وإذا كان الإرهاب يُعرّض سلامة المجتمعات وأفراده للخطر، فإن البرامج الخبيثة تنخر الأجيال وتُفسد الأخلاق وتُشتّت القيم ونحن نضحك !

وإذا كان الفكر المتطرف يحرص على تغيير مفاهيم وثوابت المجتمع بالقوة، فإن البرامج المشبوهة تغيّر المفاهيم الراسخة في المجتمعات وتطعنها وتزعزع ثوابتها وتشكّك فيها بكل سهولة ويسر.

وتشجّع بعض البرامج الانحلال الأخلاقي والفكري وتأجج الفتن والعنصرية وتنشر العنف بين الأطفال، وتسهّل للمتابعين لهم ارتكاب الجرائم والاعتداء على الآخرين وانعدام الثقة بالنفس !!

أدق ناقوس الخطر، وأدعو المسؤولين في كل أوطان العرب أن ينتبهوا لهذا الخطر، ويحرصوا على سلامة أجيال المستقبل منهم، وابحثوا جيدا عن أهداف وتوجهات تلك المحطات ومن يدعمها، وأيدلوجيات مدرائها ومعتقداتهم الفكرية والدينية.

ونصيحتي للشعوب أديروا ظهوركم لهؤلاء الحمقى، فلولا دعمكم لهم بمشاهدتهم لكسدت تجارتهم الفاسدة.