مع ان تحقيق النجاح- اي نجاح- ليس سهلا، لكن الاصعب منه هو المحافظة عليه، في حديثنا عن واقع الحال حققت الدولة الأردنية منجزا متميزا في مواجهة خصم عالمي غريب بذاته وبتداعياته، فكان النجاح متميزا على مختلف الاصعدة إذ خدم متخذ القرار بأن اوجد بيئة مواتية لاتخاذ فيض من القرارات التي لقيت الارتياح تارة والصمت تارة رغم مرارتها حبا للوطن وتكاتفا في مواجهة الخصم وحتى لا تحسب علينا كوطن هزيمة لا قدر الله كان بامكاننا ان نتلافى تقدمها واستقواءها نتيجة طمعنا في مالنا او جهدنا او صبرنا فسكت من سكت وقدم من قدم وشرب الدواء المر من شرب فحققنا بفضل الله - حتى هذه اللحظة على الاقل- نجاحا نفاخر به جميعا ليس اقليميا وحسب بل ودوليا أيضا.
ما تحقق رغم صعوبته إلا أنه هو السهل فالاصعب هو المحافظة عليه ومعالجة او تجنب آثاره الجانبية بلغة (اهل الطب).
محبة الناس مع جمالها الا ان ثمنها المنتظر والمؤمل كبير ولسان الحال وقفنا معكم وبتنا على الطوى واليوم مدوا ايديكم الينا، المواطن والمؤسسات قدموا دور العاطفة على حساب العقل لان ليس كل الحسابات تتطلب ورقة وقلما.
ولهذا أرى أن المهمة القادمة امام الحكومة هي الاصعب فالشركات والمؤسسات قدمت وفي الغد القريب تنتظر الدعم والتشجيع والوقوف إلى جانبها، والمواطن قدم وينتظر انفراجا قريبا والموظف قدم وتبرع رغم ضيق ذات اليد إلا أنه ينتظر زيادة يتنفس من خلالها الصعداء.
في حديث معالي وزير الصحة اننا قد نستقبل موجة كورونا اقسى..فماذا تحمل هذه الرسالة في طياتها، ولأننا نؤمن بالادوار التشاركية وندعو إلى الايجابية لكن ما هو الضوء الذي ينتظرنا في نهاية النفق؟
من هنا لا بد من اتباع الخطوات التالية التي يمكن أن يضيف اليها اي قارئ ما شاء كي لا تنتكس فرحتنا، مذكرا ان في طول الأزمة - لا قدر الله - خروجها او اخراجها من اطارها الصحي والاقتصادي إلى السياسي، وتسييس هذا الملف غاية في التعقيد:
١. المكاشفة بين الحكومة والمواطنين بمؤسساتهم وشركاتهم حول التوقعات المستقبلية ليست فقط الصحية ولكن الاقتصادية والاجتماعية.
٢. بقدر ما كانت هناك قرارات جريئة بموجب اوامر الدفاع لا بد ان تكون هناك قرارات لا تقل عنها جرأة لمعالجة الوضع الاقتصادي وتحسين معيشة المواطن.
٣. بالتزامن، البدء بتنفيذ مشروعات إنتاجية استثمارية يتم اختيار اختصاصاتها ومواقعها بعناية لاستيعاب الأيدي العاملة.
٤. تشكيل لجنة من الخبراء ومن مختلف الاختصاصات من القطاعين العام والخاص لتقديم النصح الموصول للحكومة لأن الشراكة الحقيقية الحالية تستوجب تجسيدها وديمومتها.
٥. قطع الطريق على المتصيدين والانتهازيين وأصحاب المصالح المختلفة بأن يحرفوا البوصلة عن اتجاهها المرسوم ليس لانه بالضرورة صحيحا ولكن بالتأكيد لن تكون توجهات أصحاب الهوى باتجاة المصلحة العامة.
٦. تهيئة الرأي العام بموجب دراسات علمية وتنبؤات مدروسة لأي احتمالات قد تحدث مستقبلا في ضوء عالمية الوباء.
٧. استثمار هذه الأجواء لتعزيز الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة المختلفة بعدم السكوت عن الأخطاء الصغيرة التي قد تفسد (الانتصارات الكبيرة).