هل انتهى الوباء في ظل الصفر الاحصائي لفيروس كورونا؟
د. معتصم سعيدان
03-05-2020 11:15 PM
منذ تاريخ 21/4/2020 و جميع حالات عدوى فيروس كوفيد-19 في الأردن هي لسائقين قادمين من الخارج و تم رصد حالاتهم على الحدود الأردنية، و بالتالي تم ايقاف اي احتمالية لأن تشكل هذه الحالات اي سلاسل عدوى داخلية.
و غير ذلك، فقد تم رصد حالتين عدوى بالفيروس داخلية في تاريخ 24/4/2020 لمخالطين لأبيهم السائق و الذي تبين ان العينات تم أخذها قبل تاريخ 21/4/2020 ، و ايضا تم رصد حالة عدوى لطفلة -خمس سنوات- في تاريخ 26/4/2020 و التي خالطت والدتها في غرفة العزل بالمستشفى و بالتالي تعتبر هذه الحالة معروفة المصدر و محدودة التأثير ضمن غرفة العزل في المستشفى. و عليه فان هذه الحالات لا يمكن اعتمادها احصائيا كمصدر مؤثر بانتشار الفيروس او كناقل للعدوى لغيرهم ممن يحيطون بهم.
و يظهر النمط الاحصائي لنموذج المحاكاة أن معامل عدوى الفيروس (1˂R0) قد أصبح أقل من واحد حيث انه انقضى أكثر من عشرة أيام دون ان تتزايد أعداد العدوى داخليا او تتكرر كحالة او حتى حالتين باليوم، و هذا بدوره يؤكد ان معامل العدوى قد انتهى تأثيره فعليا، و بالتالي علميا و نمطيا لن تتشكل اي سلسلة عدوى مجددا الا في حال تم نقل العدوى داخليا من الخارج عن طريق السائقين مثلا أو المسافرين الذين سيتم استقبالهم بعد ايام في الاردن و حجرهم صحيا بعد ذلك.
و عليه، فإن النمط الاحصائي يبين أن حالات العدوى قد تكررت كصفر احصائي حسب نماذج انتشار الفيروس لمدة عشرة أيام على التوالي. و يبنى على ذلك استنتاجا بأن احتمالية ظهور حالات عدوى داخلية و من مصدر داخلي لا تزيد عن 10%.
كما و يجدر بالذكر أن المؤشرات الاحصائية يمكن استغلالها كنظام انذار مبكر في اليوم الخامس و اليوم التاسع بدلا من الانتظار اربعة عشرة يوما طبية حسب مدة حضانة المريض للفيروس. و اذا ما تتبعنا الحالات المرصودة لوجدنا ان في كلا اليومين الخامس و التاسع من تاريخ 21/4/2020 جاءت الحالات صفرا، علما بأن الفيروس ما زال يأخذ نمطا متذبذبا في جميع دول العالم و لم تتمكن دولة في العالم حتى الان من انتهاج نفس النمط الاردني في السيطرة على انتشار الفيروس. و المراقب لنمط انتشار الفيروس في دول العالم سيلاحظ بأنه لم يثبت صفر حالات عدوى في أي دولة في العالم لمدة اكثر من يوم او يومين كنيوزلندا او فنزويلا حاليا، و هذا يثبت ان مؤشر الخمس الايام على التوالي كصفر احصائي للحالات يمكن ان يكون أول مؤشر لانتهاء جميع سلالسل العدوى الداخلية في اي بلد، ثم يليه مؤشر اليوم التاسع، و بعد ذلك يأتي اليوم الرابع عشر كمؤشر طبي.