في اليوم العالمي لحرية الصحافة
د.هيا عاشور
03-05-2020 09:12 PM
ما زال ميثاق الشرف الإعلامي أو ميثاق الصحفيين، كما ميثاق الأطباء والمحامين وغيرها من المهن، هو الميثاق
الذي يدعو الى الالتزام بالأمانة والموضوعية والمهنية والنزاهة والشرف وحسن الاخلاق في نقل الاخبار المتعلقة بمستجدات الأحداث على الساحة السياسية أوالثقافية أو الطبية او الرياضية أو الاجتماعية وتحليلها والتحقق من مصداقيتها وتقديمها للجمهور.
ومازالت اشكالية حرية الصحافة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا في الأنظمة غير الديمقراطية، التي لا تنعم بها الكثير من دول العالم .
ومع تطور الوسائل التكنولوجية الحديثة وتنوع مصادر الوصول إلى الاخبار، أصبحت الأنظمة غير الديمقراطية او صاحبة الديمقراطية المشوهة ، تواجه خطرا شديدًا في السيطرة على حرية تدفق الاخبار. وهذا كان يدفعها لحجز حرية الصحفيين، وقد دفع بعض الصحفيين ثمناً باهظًا وصل إلى حد الشهادة وفقدهم لحياتهم من اجل هذه الرسالة السامية. كما واجه بعضهم تهديدات كبيرة لمستقبلهم المهني وطردهم من عملهم ووضعهم على قوائم سوداء.
وما عادت الأدوات الإعلامية الرسمية كما هي وكالات الاعلام الرسمية التابعة للدول هي المصدر الإخباري الوحيد، وتراجعت أدوارها في الكثير من الدول الى توفير حاضنة دعائية آمنة للأنظمة السياسية في تلك الدول.
وأصبحت الصحافة المقروءة هي مزيج اخباري يتلقاه الجمهور المستهدف من عدة منصات وقنوات ووسائل تتعارض في الآراء والأخبار . وهذا جعل من الجمهور المتلقي جمهور منقسم بين فئة لا تثق بالأخبار الرسمية ولا تصدقها، وفئة أخرى تتمحص وتنوع في المصادر وتميل الى المصادر التي تعتمد كثيرا على ضعف في التمحيص والتحليل لكسب تاييد لجهات أخرى قد تكون معارضة للأنظمة الحاكمة في تلك الدول.
وواكبت هذه الأدوات والوسائل الصحفية الحديثة غريزة حب الاستطلاع لدى الانسان ، وأشبعت شغفه بالبحث والتطلع لمعرفة كل ما هو جديد، خاصة في ظل تنوع الحروب التي يعيشها في الوقت الحالي، ليطمئن على البيئة، التي يعيش فيها، داخليا وخارجيا.
كما انها كانت اكثر تفهمًا لطبيعته الاتصالية والاجتماعية وحاجته للتعبير عن أرائه وطموحاته وافكاره وحاجاته.
فأفسحت له مجال للتعليق عبر الصحف الإلكترونية والمنصات والمواقع الإخبارية.
ومع كل هذا الانفتاح الذي نعيشه وهذا التدفق المعلوماتي والإخباري الهائل، أصبحت القوانين الضابطة لحرية الصحافة تواجه حاجة ملحة لإعادة النظر ببعض قوانينها التي تكبح بها جماح حرية الصحفيين.
مع استمرارها عبر منظماتها وأدواتها بتوجيه الصحفيين بالعودة الى ميثاق الشرف ، الذي هو مدرسة اخلاقية من طراز رفيع يضبط الإيقاع الإخباري بنبض التحقق والمصداقية والموضوعية والمهنية .
كل عام وحرية الصحافة بخير .