facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




ثلاثة مشاهد عالمية


د. عزت جرادات
03-05-2020 06:41 PM

المشهد الأول: الماضي القريب

*يتمثل هذا المشهد بفترة نهايات القرن العشرين حيث شهد ذلك القرن نهايته بثلاثة إحداث أثرن في الساحة الدولية؛ فكان الحدث الأول (سقوط جدار برلين) والذي كان بداية النهاية لنظم حكم اشتراكي فرضت على أوروبا الشرقية بعد الحرب العالمية الثانية... وظهور ما كان يسمى (المعسكر الشيوعي أو الاشتراكي) برعاية الاتحاد السوفيتي آنذاك... ويتكون بذلك القطب العالمي الثاني مقابل القطب العالمي الأول متمثلاً بالغرب الرأسمالي برعاية الولايات المتحدة الأمريكي.

-أما الحدث الثاني فكان تفكك الاتحاد السوفيتي والذي أدى إلى انهيار المعسكر الاشتراكي، وأصبح العالم يعيش بحالة (أحادي القطبية) بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية وهيمنته على السياسة الدولية، قبل أن تستعيد روسيا مكانتها وتأخذ الدور الذي كان يتزعمه (الاتحاد السوفيتي).

- وأما الحدث الثالث فكان يتمثل بظهور (العولمة) والتي اخترقت الحواجز المرئية وغير المرئية بين دول العالم، وأصبحت التجارة العالمية، اقتصادياً، والأفكار الإنسانية لتسوي في (الشرق و الغرب مسرى النور في الظلم) مع فارق التشبيه والاعتذار لشوقي.

المشهد الثاني: الحاضر المُعاش
يتمثل هذا المشهد ببدايات القرن الحالي، القرن الحادي والعشرين والذي أعد لولوجه الآمن العديد من المتطلبات الفكرية والتقنية والثقافية... وقد أثرت في بداياته ثلاثة أحداث أيضا، ذات طابع عالمي في آثارها وتداعياتها
-فكان الحدث الأول، ما يعرف بالحادي عشر من سيتمر (11/9)، والذي وقف العالم في دهشة ورعب لا مثيل لهما، ولسنا بمعرض تحليل ذلك،الحدث، أسباباً ونتائج، في هذه المقالة.

-أما الحدث الثاني فيمثل بما يسمى (الإرهاب العالمي) أو (حرب القرن)، ورفع الرئيس الأمريكي آنذاك (جورج بوش الابن) الشعار المعروف (من لم يكون معنا في حرب الإرهاب، فهو ضدنا) أو هو مع الإرهاب. ثم يتمدد الإرهاب العالمي ليخترق مختلف الأنظمة والدول في العالم، وما يزال العالم، كله أو جله، في حرب مع ذلك (الإرهاب العالمي).
-وأما الحدث الثالث، فيتمثل بالبعد السياسي، حيث عاد (اليمين المتشدد) وعبر صناديق الديموقراطية لقيادة عدد لا بأس به من الدول الديموقراطية.

-ولعل هذه الإحداث من أخطر ما واجهته المجتمعات البشرية عبر تاريخها، حيث أصيب النظام العالمي بحالة أشبه أو اقرب إلى (الشّلل) وضعف القدرة على حل القضايا والمشكلات والخلافات بين الدول، أو مساعدة الشعوب المظلومة على تحقيق آمالها وحقوقها في تقرير المصير الذي يقوم عليه النظام العالمي الحالي، والذي أصبح يمر بحالة التناقض بين مبادئه الإنسانية وبين الواقع الذي تعانيه بعض الشعوب والبلدان.

* المشهد الثالث: المستقبل .... ما بعد كورونا:
-ويتمثل هذا المشهد تيداعيات افتراضية على مستقبل الإنسانية في مرحلة (ما بعد وباء كورونا)، حيث ينتج عنها (التغيير الخارق) الذي سيفرض أنماطاً جديدة في السلوك الاجتماعي، وفي مختلف مناشط الحياة، والتواصل بين الأمم والدول والشعوب، حسيّاً وفنياً، ولن يعود (التعليم) والنشاط السياحي والنشاط الصحي والاقتصادي/ التجاري، وغير ذلك من مناشط الحياة الإنسانية، لن يعود كما عرفناه، والذي سيرتب على الجيل القادم اعباءاً وتحديات ومسؤوليات مستقبلية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :