لنتأمل وبصمت, كيف أن 8 مليار إنسان حول العالم هم اليوم في حكم المعتقلين المحبوسين خوفا ورعبا من عدو هو مجرد "فيروس", أي ليس كائنا حيا وإنما مادة صغيرة لا ترى بالعين محاطة بغلاف ,إذا ما إخترقت رئة شخص أيا كان فقيرا غنيا كبيرا صغيرا قويا ضعيفا فعلت به ما لا يريد ولا يحتمل ,لا بل هو في ذعر خشية ذلك العدو الخفي الذي لم يشهد مثله الجيل المعاصر.
ترى من لديه القدرة الخارقة التي لا يمكن للعقل البشري تصور كم وكيف هي , أن يفعل بالكوكب وسائر ساكنيه مثل هذا ! .
ألا يخبرنا هذا الفيروس أننا وجميعنا في هذه الحياة مجرد مخلوقات ضعيفة مسكينة لا حول لها ولا قوة مهما تجبرت وتكبرت وإمتلكت من أسباب القوة المادية ! .
لنفكر ولو قليلا كيف يفر المرء من أبيه وأخيه وصاحبته وبنيه إذا ما قيل له أن أحدا منهم لديه شبهة كورونا , فيا روح ما بعدك روح . لنتأمل حال العالم اليوم كيف يتبدد الحب والتقارب ويحل الفرار والتباعد " متر ونصف على الأقل " , وكيف ينتظر الناس كل الناس بصيص أمل يبشر بزوال الكارثة والعودة إلى الحياة الطبيعية من جديد !.
أين ما نسميه بدول عظمى وقارات كبرى وأسلحة فتاكة عن هذا الفيروس البسيط الذي لا تراه الأعين ! . أليس الكل خائفين يختبئون علهم ينجون من فتكه ! .
نعترف بأهمية الطب الذي لا يعرف دواء بعد لهذا الوافد المرعب ونقر بجدوى إجراءات السلامة , لكننا نؤمن ويجب أن نؤمن , بأن لا نجاة ولا مفر من هذا , إلا بإرادة وتقدير " الله " جل في علاه , فهو وحده سبحانه القادر المقتدر على كل شيء , وما عداه سوى وسائل قد تدرأ الخطر وقد لا تدرأ .
للمؤمنين بالله , خذو بالأسباب وإستعينوا بالله وأدعوه جلت قدرته خوفا وتضرعا أن يجنب بلادنا وسائر البشر هذا الداء الذي يتهدد مجمل تفاصيل الحياة الصحية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية وكل ما يندرج دون ذلك من تفاصيل العيش الآمن . سبحان الله القاهر فوق عباده . سبحان الله العظيم القادر على قهر عباده بمخلوق لا أحد يدري ما هو وكيف السبيل إلى النجاة منه .
مرة ثانية أجدد الدعوة لوزارة الأوقاف لجعل الأردنيين جميعا يدعون معا لزوال الغمة . الله الذي لا إله إلا هو من وراء قصدي .