معالي أمجد العضايلة أحد الطلاب الذين درستهم الإعلام والصحافة في جامعة اليرموك، وكان  من القلة الذي بقي على صلة بي بعد تخرجه، فعرفت فيه صفات الالتزام والانتماء والعمل الجاد للوطن التي تبعث على الاحترام والتقدير. أبان دراسته، كان طالبا جادا وخلوقا. وبعد تخرجه اتصل وطلب مني مراجعة عمل إعلامي له علاقة بلغة الإعلام والاتصال.
   
وحين عين وزير دولة لشؤون الإعلام  والاتصال في الوزارة الحالية هنأته وبعد فترة استقبلني في مكتبه وبناء على سؤال منه قدمت له رؤيتي في الإعلام عامة والصحافة الأردنية خاصة وأسبابا تراجعها. كان في غاية التواضع ووجهه يشع بابتسامة ود لا أعتقد ان كاميرا التلفزيون الجامدة تستطيع ان تبصرها. وأشعرني انه جاد في إصلاح الخلل.
 
وخلال أزمة الكورونا كنا ننتظر اطلالته كل مساء ليرسم لنا طريق اليوم التالي بجدية الأردني الملتزم - الأردني الجاد الذي لا يعرف التهاون أيام الشدة -  وتبين ان  بعضهم يفهم نظرته وملامح وجهه حسب ميوله ويفسرها حسبما شاء مزاجه العكر.
 
لا ينكر أحد أننا مررنا بتجربة عصيبة وكان لا بد لإعلامي مهني التعامل معها بمهارة واقتدار وحذق وهذا ما  قدمه امجد للمواطن الأردني فكان كلامه يبعث الثقة في نفوس المتلقين..وكان الجمهور الأردني يصغي بجوارحه للتعليمات ويطبقها في اليوم التالي.. لقد كانت مسألة الجد ضرورة حتمية في هذه الظروف.
     
لا تستطيع ذاكرتي ان تسعفني بوزير إعلام أردني خلال السنوات الماضية قام بما قام به معالي أمجد عودة العضايلة من عمل مؤثر ملموس امتد طيلة شهر ونصف بهذه القوة والكفاءة والزخم. واعتقد جازما ان المواطن كان ينتظر إطلالته، ويستمع الى كلماته يقدمها بصوت رتيب فيه دفء الانتماء يشُعر المواطن الأردني بجدية الالتزام بأوامر الحظر وتعليماته.. وأعتقد ان كلماته كانت تجد طريقها الى قلوب الناس فورا.. وبفضل هذا الكلام الجاد والحازم نجونا.
     
بعد عمر طويل قضيته في هذه الحياة (75 عام) وتدريس الإعلام والاتصال (40 عاما) لاحظت خلال  هذه المسيرة الطويلة ميل بعض الناس تبخيس جهد الآخرين وعملهم المنتج والحط منه بكلمة عابرة تأخذ شكل مزحة خفيفة - وبالمناسبة هذا مزاج دخيل على الأردني الذي لا يعرف الا العمل الجاد والمخلص- وأضيف بأن هناك مجالس متخصصة بهذا وشلل تمنح الالقاب.
لكن اسمح لنفسي ان أقول  كمعلم انه لكي ننضج ونسير في درب الحياة المتوهج وننجح علينا ان نحترم عمل غيرنا ونقدره. 
 
للوزير أمجد بك العضايلة كل الاحترام والتقدير..أنه إعلامي متمرس وكبير وقدير وخبير بصنع الرسالة الاعلامية.. وأنا فخور بأني علمته في يوم مضى.