أزمة كورونا وواقع التعليم الجامعي
د. عثمان الخوالدة
03-05-2020 12:46 AM
لا يخفى على أحد الآثار الكبيرة التي عصفت بأغلب دول العالم بسبب تفشي وباء كورونا، وتغير الكثير من مظاهر الحياة الطبيعية المعتادة؛ متسببة بذلك ظهور نمط جديد يتمثل بتغير أساليب الحياة لتتناسب مع تلك التغيرات وليصبح الافراد أكثر تكيفاً مع تلك الظروف.
ومن جملة تلك التغيرات ظهر لدينا ما يعرف بالتعلم عن بعد. والذي يعد من الأساليب المستحدثة للتقليل من الآثار السلبية لتغيب الطلبة الاجباري الوقائي عن مدارسهم وجامعاتهم. وما هو منطقي فإن التغيير يجب أن لا يقتصر فقط على جانب واحد في أي معادلة وإنما من الضروري أن يشتمل التغيير على كل ما يتعلق بالظروف الجديدة فيما يتعلق بالتعليم عن بعد سواء من حيث طبيعة التعليم وظروفه ومدى جودته ومدى تواجد وسائل التقنية وضمان جاهزيتها وجودتها والتأكد من امكانية الطلبة من الاستفادة مما هو مقدم لهم، وكذلك توفر بدائل للطلبة كالاستفادة من قواعد البيانات العالمية والمحلية عوضاً عن اغلاق المكتبات الجامعية وعدم امكانية الاستفادة منها في الوقت الراهن.
فبعد التأكد من جودة ما سبق وغيرها الكثير من المتغيرات التي يجب ان تتوفر للطلبة، نأتي ونناقش موضوع تغيير أساليب تقييم الطلبة كبعد مهم في تلك المعادلة. فمن العدل والمنطق أن يتم مراجعة أسس تقييم الطلبة بحيث تأخذ بعين الاعتبار الظروف الراهنة التي يمر بها الطلبة بشكل خاص ومدى ما يتعرضون له من ضغوط نفسية بسبب اهداف وآمال وتوقعات هؤلاء الطلبة. فمنهم من هو خريج، ومنهم من يرغب برفع معدله، ومنهم من وضعه الاقتصادي لا يسمح له بأن يعيد مواد دراسية لم يجتازها بنجاح بسبب وجود ظروف لم تراعى من قبل الجامعات.
ناهيكم عن احتمالية تأجيل الكثير من الطلبة للفصول القادمة بسبب الظروف الاقتصادية الراهنة وما ألقته أزمة كورونا من زيادة المعاناة فالحاجات الأساسية لدى الكثير من أسر الطلبة من طعام وشراب ومسكن قد يكون أكثر أهمية من التحاق طلبتنا بجامعاتهم.
وعليه فإن الخيار الأفضل والأكثر واقعية هو اعتبار جميع الطلبة ناجحين في ظل هذه الازمة كما فعلت بعض الجامعات العالمية. ويمكن ضمان حقوق الطلبة المتميزين والمتفوقين من خلال السماح للطلبة الراغبين منهم باختيار قرار ناجح مع احتساب العلامة بالمعدل وبالتالي ادخالها على معدلهم التراكمي. أم غير الراغبين بذلك فإنهم فقط يحصلوا على نتيجة ناجح دون علامة ودون احتساب العلامات بالمعدل التراكمي تماماً كمادة العلوم العسكرية.
نعم قرار الكل ناجح له ايجابياته وسلبياته ولكل ظرف استثناء وأن نعطي طلبتنا حقوقهم كاملة غير منقوصة أفضل بكثير من أن نحرمهم جزء بسيط من حقوقهم وجهدهم وآمالهم. نحن نمر بظروف استثنائية وليست ظروف دائمة وستنقضي تلك الأيام العجاف بالقريب العاجل إن شاء الله وستكون جامعاتنا كما هي الان منارة علم ومعرفة ويضرب بها المثل.