ملخص المقال:ان مياه ابار الجمع المنزلية ليس بالضرورة ان تكون صالحة للشرب لانها غالبا ما تحتوي على ملوثات خطيرة تعجر الفلاتر المنزلية عن ازالتها مثل الكربون العضوي الكلي TOC فما بالك عندما يشرب الانسان من مياه هذه الابار مباشرة.
منظمة الصحة العالمية والمواصفات القياسية ووزارة الصحة وصحة البيئة الاردنية لم تسمح لمحطات مياه الشرب باستخدام مياه الابار لتحلية او معالجة مياه الشرب كما انها لم.تسمح بتخزين المياه المعدة للمعالجة او المياه الجاهزة للشرب بمثل هذه الابار

بداية يجب علينا ان نلم ببعض المعلومات والمصطلحات البسيطة المتعلقة بمدى جودة مياه الشرب خصوصا واننا نتحدث عن ابار الشرب المنزلية.

يرمز TOC إلى الكربون العضوي الكلى ويشمل هذا جميع المواد العضوية التي تحتوي على الكربون باستثناء مركبات تدخل في مجموع الاملاح الذائبة TDS في مواصفات مياه الشرب كثاني أكسيد الكربون والبيكربونات والكربونات والتي من المفترض وجودها بنسب محددة متفق عليها ضمن موصفات الشرب العالمية.

ان تلوث المياه بالكربون العضوي TOC لم يكن امر شائع قبل ٣٠ عاما في الاردن حيث ان مسببات وجود ال TOC في مياه الابار المنزلية كانت قليلة ولكن ومع زيادة مخلفات القطاع الصناعي ودخول مخلفات الجفت كوقود للتدفئة ناهيك عن احتمالية وجود مخلفات بشرية او حيوانية كالطيور مثلا زاد من امكانية وجود ال TOC في مياه.ابار الشرب المنزلية بنسب تدعو للقلق.

الخطورة في زيادة نسبة ال TOC في مياه الابار المنزلية انها تساعد في ترسب مادة الخضرية تسمى حمض التنتاليك في الماء ليظهر احيانا بلون شفاف مخضر .

إن وجود الكربون العضوي TOC
في مياه محطات المياه والتي تعمل بنظام التناضح العكسي RO يجب ان لا تتعدى نسبته ال 3 أجزاء في المليون .

الامر الاخطر في حديثنا هذا ان أكسدة الكربون العضوي TOC في إمدادات مياه الشرب تؤدي إلى خلق مواد مسببة للسرطان الامر الذي لا يتنبه اليه عامة الناس في مناطقنا رغم انني سبق وان.سطرت مقالا نشرته عام ٢٠١١ تحدثت به عن خطورة مياه ابار الجمع المنزلية كمصدر لمياه الشرب وكان عنوان المقال تحديدا ( دولة الرئيس ... لقد سرطن الشعب بأمر من الحكومة) ولكم بالبحث عنه في منظومة قوقل Google.

عمليا في مناطقنا يقوم البعض بكلورة مياه البئر لتخفيف نسبة ال TOC كي لا تتيح المجال لتكوين او تشكل المواد المسرطنة في الماء وهده الطريقة جيدة ولكنها غير كافية.
عمليا هناك عدد من التقنيات لإزالة أو تقليل نسبة ال TOC كطريقة الكربون المنشط والأكسدة المنشطة والتبادل الأيوني واكثرها شيوعا التناضح العكسي كما هو الحال في محطات مياه الشرب التي تعمل بشكل سليم ضمن قواعد واسس علمية تحت اشراف متخصصين في مجال المياه .

خلاصة القول وللامانة العلمية فاني لا انصح كثيرا باستخدام مياه ابار الجمع المنزلية لغايات الشرب والطهي لان ظروف جمع المياه اليوم تختلف عن ذاك الزمن الجميل الذي كان يعيشه اجدادنا حيث كانت الملوثات المسببة للسرطان غير موجودة اصلا اما اليوم فان التلوث الناتج عن الانشطة البشرية من تدفئة وصناعة قد اثرت سلبا على جودة مياه ابار الشرب في المنازل حتى اصبحت هذه الابار بؤرة للمرض وخصوصا الامراض السرطانية.

حماكم الله ...كونوا دوما سالمين